بعد موقفها المهاجم لنظام الأسد وداعميه بسبب المجازر الإنسانية التي ارتكبها في مدينة حلب السورية بحق المدنيين، تعرضت حركة المقاومة الاسلامية حماس هجوم كبير من طرد العديد من الصحف الإخبارية اللبنانية المقربة أو التابعة لحزب الله اللبناني الشيعي، الداعم للأسد في الحرب السورية ضد المدنيين، خصوصا السنة منهم.
حماس التي كانت قد عبرت في وقت لاحق عن استنكارها الكبير لما وصفتها بـ “عمليات القتل والإبادة التي يتعرض لها الآمنون الأبرياء في حلب”، معلنة أن المقاومة الإسلامية في فلسطين المحتلة تعلن دعمها اللامشروط للضحايا، الذين يدفعون ثمن هذه الجرائم الإنسانية، وهو ما جعل صحيفة “الأخبار” اللبنانية في مقال لها أن حماس، أحد أذرع جماعة الاخوان المسلمين، تقوم بالعديد من عمليات الاعتقال بحق عدد من الشخصيات والكتاب والصحفيين، في إشارة إلى منع حماس لحركة “الصابرين” الشيعية في القطاع والضرب بيد من حديد من أجل إيقاف نشاطتها.
الصحيفة التابعة لحزب الله الشيعي اعتبرت أن موقف حماس الرافض لمجازر حلب، هي “تعبير عن جزء أصيل من القرار الإخواني المنخرط في هذه المعركة، وهو غير بعيد عن التنظير السلفي أولا، ومعاداة الدولة السورية وحلفائها ثانيا”، كما اتهمهت حماس بالتدخل في الشئون الداخلية للدول العربية، في إشارة إلى سوريا في الوقت الذي كانت حماس تؤكد في العديد من بيناتها أنها بعيدة عن التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية”.
وقالت الصحيفة في وصفها لبيانات المقاومة الاسلامية :” بيانات حماس متناقضة، وصلت في مفارقاتها حدّ التناقض داخل البيان نفسه، بين تقديم موقف في بداية البيان من حدث عربي، ثم التشديد في نهايته على مبدأ عدم التدخل”، كما نقلت “الأخبار” موقف عضو المكتب السياسي لحماس خليل حية والذي قال فيه :” “لا يمكن السكوت عما يجري في حلب، ولا يمكن السكوت عن قتل أطفال ونساء ورجال المسلمين السنة في حلب، فلا يمكن للظالم أن يستمر في ظلمه”، بالإضافة إلى موقف خالد مشعل الذي قال في مقابلة صحفية أن ما يحدث في حلب “يقطع أكباد قيادات حماس”.
في نفس السياق اتهمت صحيفة “السفير” اللبنانية المقربة من حزب الله الشيعي حركة حماس بدعم وتدريب بعض الفصائل المحسوبة على المعارضة المسلحة بسوريا، والقيام بتأسيس بعض الفصائل الأخرى، حيث تساءلت الصحيفة :” هل قصدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” إعلان الانسلاخ نهائيا عن أصدقاء الأمس؟!” وذلك في تعلق على موقفها من إيران التي كانت تعتبر أحد الداعمين العلنيين للمقاومة في فلسطين”، مضيفة :” بيان حماس ركز بشكل غير مسبوق على جزئيات خطابيّة في أدبيات المعارضة السوريّة المسلحة، وبعيدا جدا عن التعابير السياسيّة الرصينة المراعية لوقائع الأمور، وللمصالح النهائية للنضال الفلسطيني في ظل الاصطفاف الحاد القائم حاليّا في المنطقة”.
كما اتهمت الصحيفة حماس بدعم الفصائل العسكرية والمسلحة للإخوان المسلمين وذلك عبر نقل خبراتها الميدانية لأعضائها، وتأسيس فصائل مسلحة بسوريا.