في مقال للكاتب مارتن شولوف، نشرت صحيفة الغارديان تحليلا يتحدث عن المأساة الأخيرة التي عاشتها مدينة حلب السورية، حيث اعتبر الكاتب أن المعركة في حلب انتهت بالفعل، لكن فصلا جديدا من المعاناة خصوصا للشعب السوري قد بدأ بالفعل في مرحلة “ما بعد الحلب”.
وقال الكاتب إن عددا لا بأس به من السوريين تجمعوا في معقل للمقاومة المسلحة ينتظرون ساعة حساب حسمت في وقت سابق، فإما الخروج لمناطق مؤيدة للنظام السوري، والعيش الحياة المريرة الحقيقية، أو البقاء حتى يتم القبض على هؤلاء المغبونين، والقبول بجميع شروط اللحظة الأخيرة التي سمحت لأي شخص بالهروب، مضيفا :” سيتم تطهير حلب من المعارضة المعادية لنظام بشار الأسد كلها، ومن أي شخص متعاطف معها، فمن يقرر الهرب منهم، أو ينال الرحمة من الغزاة، فإنه سيواجه المنفى في محافظة إدلب على الأغلب، التي تعد آخر معقل لجبهة النصرة المصنفة حركة إرهابية من الأطراف التي تقاتل في الحرب السورية كلها”، لكنه استدرك بالقول :” إدلب هي آخر ملجأ، فبعد حلب، فإنها ستكون آخر معقل مدني، باستثناء الرقة، خارج سيطرة النظام، وتم إرسال المقاتلين من كل مناطق سوريا المختلفة، ممن قبلوا شروط النظام، إلى إدلب، حيث ظل النظام والطيران الروسي يقومان بقصفهم”.
واعتبر الكاتب البريطاني أن النظام السوري ومعاونوه، يستغلون وبشكل رائع جدا وجود الجهاديين من أجل مواصلة الهجوم على المناطق المعارضة لهم حيث استفاض قائلا :” وجود الجهاديين يقدم الذريعة الممتازة لمواصلة الهجوم، فاختلاطهم بالمعارضة كان دائما يخدم شعار النظام، بأنه يقاتل الجماعات الإرهابية، فوجود هذا المزيج يخدم النظام”، كما اعتبر أن انتصار حلب كان بطعم النشوة للنظام السوري، ومؤيديه وداعميه حيث أضاف:” النظام يزعم أن مصير حلب سيكون حاسما في تقرير مصير الحرب، لكن نشوة النصر تخفي وراءها حقيقة أكثر استمرارا، وهي أن الاستقرار لا يزال بعيدا، ولن يتحقق إلا بعد فترة طويلة، بالإضافة إلى قيادة الأسد المركزية وسلطته وهي السيادة، حيث استطاع الأسد تحقيق النصر من خلال الدعم الروسي، الذي حقق طيرانه أكثر مما قدمه جيشه المتعب في هزيمة المعارضة في حلب الشرقية، وكانت إيران هي التي قادت الحرب الدائرة منذ ثلاثة أعوام وبشكل فعلي، وكذلك المليشيات الشيعية من لبنان والعراق، التي سلحتها طهران ونظمتها، وأدت دورا مهما في قلب ميزان الحرب في حلب الشرقية، بعدما كانت استعادة هذا الجزء خارج قدرة النظام منذ عام 2012″.
وأكد المقال أن الحمم التي أمطرت على رأس السوريين في حلب من طرف الطيران الروسي كانت مدمرة بالفعل، والدمار الذي حدث يدمر بمجزرة حماة سنة 1982 والتي قام بها حافظ الأسد والد بشار الأسد وذلك تحت إشراف عمه، هناك حيث تم قتل حوالي 20 ألف شخص عن أعين العالم بأسره.