نفى القس مكاري يونان، راعي الكنيسة المرقسية بالأزبكية في القاهرة أن تكون علاقة العسل بين المسيحيين وخصوصا الكنيسة الأرثوذوكسية من جهة والجنرال عبد الفتاح السيسي من جهة أخرى قد انتهت مؤكدا أن هذا الأمر، لن يحدث أبدا مثنيا على السيسي ومعتبرا أن “الرب أرسله من أجل حفظ مصر وإنقاذها من ما كانت عليه”.
وفي حوار له مع برنامج “من ماسبيرو” الذي يبث على التلفزيون المصري من أجل التعليق على التفجير الذي ضرب الكنيسة البطرسية في منطقة العباسية بالقاهرة، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 25 شخصا وإصابة العشرات ما جعل عددا من المسيحيين يخرجون في مسيرات من أجل مطالبة رحيل السيسي وإقالته وزير الداخلية بسبب فشل المنظومة الأمنية.
وفي بداية حديثه على الأحداث، قال القس مكاري:” إحنا فاهمين أن الضرب ده مش ضدنا إحنا شخصيا، ولكن ضربة إمبارح كانت ضد مصر، علشان إحنا نثور، وتبقى فيه فتنة وطنية، وعراك، وتنقسم البلد، وتختفي السياحة، والبلد تخرب”، معتبرا في نفس الوقت أن ضرب الكنيسة في القاهرة “ضربة طائشة”.
وأكد القس المعروف بحديثه في أكثر من مرة ودفاعه عن السيسي أن لا شيء تغير بين السيسي و”دولة الكنيسة في مصر” حيث قال :” نحترم الرئيس عبدالفتاح السيسي جدا، ونقدره، وإحنا متابعين تصرفاته، وكلماته، وعارفين ما وراء الكلام، نحن نعلم جيدا أنه رجل عاقل “، مضيفا :” أنا قلت على الهواء أكثر من مرة في أكثر من قناة إن السيسي مرسل من السماء، ولم يمر على مصر رئيس زي الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرب أرسله لإنقاذ مصر”.
أما عن التفجير الذي طال الكنيسة في العباسية مؤخرا فقد قال القس المصري :” التفجير تقف وراءه العديد من المؤامرات الارهابية”، حيث أتت هذه التصريحات في وقت قال فيه مسيحيون مصريون لمجلس “فورين بوليسي” الأمريكية أن السيسي مبعوث من الله وجاء لإنقاذ المسيحيين من مذابح الإخوان المسلمين.
هذا وكان القس مكاري يونان قد قال في فيديو للمسيحيين الغاضبين، أن الغضب والاحتجاج والمطالبة من السيسي بالاعتراف بالقصور الأمني والرحيل في أحيان أخرى يعتبر ضد الديانة المسيحية التي تطلب من متبعيها الخضوع للسلاطين دون إبداء اعتراض على ما يجرى، وأن هذا ما يجعل المسيحيين سيصمتون ويصلون حتى يأتي الله بالعدل والقصاص للموتى.
ولم يخفي القس في كلمته أنه ما قاله هو نابع من طلب للمؤسسة العسكرية ووزارة الداخلية من التدخل لإحتواء غضب المسيحيين، الذين يعتبرون قوة اقتصادية واجتماعية في مصر مع خضوعهم الكامل للكنيسة الأرثوذكسية بزعامة البابا تواضروس الثاني، حيث كانت الكنيسة أحد أكبر الداعمين للعسكر في مصر بعد الإنقلاب العسكري، والذي راح ضحيته حوالي 2500 شخص من التيار الاسلامي، في أكبر مذبحة في التاريخ الحديث كما قامت منظمة هيومن رايتس وووتش.