اعتبر أحمد الريسوني، الفقيه المقاصدي المغربي ونائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن قابلية حركة التوحيد والإصلاح التي يتزعمها أو حزب العدالة التنمية الذي كان حتى الأمس القريب ذراعا سياسيا لها في التعايش والتحاور والتنازل يجب أن يكون في حديد التقدم نحو الأمام، معتبرا أن حزب الأصالة والمعاصرة وهو المنافس رقم 1 للعدالة والتنمية والذي حل أيضا في المركز الثاني في انتخابات 7 أكتوبر الماضية انتهى ومصافحة قياداته لن تعيده أبدا إلى الحياة.
وقال الريسوني في حوار صحفي مع أحد المواقع العربية :” هناك من يعرقلون المسار كله، ويعرقلون الديموقراطية، والانتخابات النزيهة، والمؤسسات الشرعية المنتخبة”، هولاء “لا يمكن التفاهم معهم على هذا المنكر الكبير”، مضيفا :” حركة التوحيد والإصلاح مهتمة بالسياسة، منشغلة بالسياسة غير مشتغلة بالسياسة، ننشغل بها ولا نشتغل بها، ننشغل بها في تفكيرنا ومخططاتنا والقضايا التي نضعها في أولوياتنا في برامجنا السنوية أو المرحلية، نتدخل بالبيانات وبالمذكرات في عدد من المحطات، في تعديل الدستور، في تعديل مدونة الأسرة، في عدد من القضايا نتدخل ونقدم مذكرات ونصدر بيانات ونشارك في أنشطة مؤيدة معارضة، لكن هذه القضايا العامة، والقضايا المرتبطة أكثر شيء بالأخلاق بالهوية والطابع الإسلامي للبلد، تشريعا ودستورا وسياسة، فهذه أمور نتدخل فيها من حين لآخر”.
وأكد الريسوني أن العمل في السياسة والاشتغال بها تم تفويضه بشكل كامل للحزب الذي يقوم بتدبيره حسب المصاكح والمفاسد حيث أضاف :” نحن لا نهتم بتشكيل الحكومة ولا بنتائج الانتخابات ولا بتشكيل فريق ولا بالقوانين التي تناقشها الحكومة أو البرلمان ولا التحالفات الحزبية، فنحن لسنا حريصين على أي تحالف أن يكون أو ألا يكون”، مستطردا :” نحن داعمون للمسار الديموقراطي، هو جزء من الإصلاحات المرجوة والتي نؤمن بها وهو مدخل لإصلاحات أخرى، ولكن كل هذا من الناحية العملية والممارسة العملية فالحزب هو من يقوم بذلك ونحن مطمئنون لأنه يفعل ما يستطيع، الآن هناك توعك نحسبه عابرا في مسألة تشكيل الحكومة، فالتدبير السياسي والتحول السياسي أو ما يسمى بالانتقال الديموقراطي ليس ميسورا ليس سلسا ليس سهلا، ففيه تدافعات، طبيعي أن يقع انسداد وأن يقع توتر، لكن هذه أمور عادية جدا، المسار يمضي المسار الديموقراطي يمضي”.
وأكد الريسوني أن التوحيد والإصلاح والعدالة والتنمية يؤمنين بالمشاركة لا المغالبة حيث عبر قائلا : “ألاحظ شخصيا وأقول هذا وأعبر عنه في اللقاأت، أن الحملة الانتخابية تخرجنا جميعا أو تخرج معظم أعضاء الحركة أو الحزب عن هذا المبدأ، كما يقال حمى الانتخابات، ويحمى وطيس الانتخابات، فيقع تصعيد وتوتر، ومبالغة في الخصومات، والاتهامات والتصريحات، هذا وقع في هذه الانتخابات الأخيرة، لا نرتضيه بصفة عامة، نريد أن يبقى الحزب وأن نبقى جميعا في حدود تدافع معقول، وتنافس أيضا معقول، فلعل هذا يكون كما أشرت خاصا بالحملة الانتخابية”.