ذكرت القناة التلفزية الاسرائيلية الأولى أن ممثلين من الحكومة الإسرائيلية قاموا بإجراء لقاء مؤخرا مع الرئيس الأمريكي المنتخب مؤخرا دونالد ترامب وعددا من معاونيه، وأوصوه على اعتبار أنه يأتي بقيادة أمريكية جديدة وجمهورية أن يقوم بـ “إنقلاب كامل” على مستوى توجهات الولايات المتحدة الامريكية وعلاقتها مع نظام الجنرال عبد الفتاح السيسي.
أفادت القناة أن المسئولين الاسرائيليين الذين التقوا ترامب، ومن بينهم السفير الإسرائيلي لدى واشنطن دون درمير أكدوا على ضرورة إعادة تشكيل تصور جديد للعلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، حيث شددوا على أنه على الإدارة الأمريكية الجديدة أن تدرك الدور الكبير الذي يلعبه السيسي في محاربة ما يعرف إعلاميا بـ “الاسلام المتطرف”، والتخلي عن التحفظات الكبيرة التي كانت توجهها إدارة أوباما للسيسي ونظامه.
وفي نفس السياق، قام تسفي مزال، السفير الإسرائيلي الأسبق بالقاهرة بإمتداح نظام السيسي، والإشادة بالتعاون الأمني القوي بين كل من القاهرة وتل أبيب، وحربهما المشتركة ضد “الإرهابيين الاسلاميين” وهم جماعة الاخوان المسلمين في مصر، والمقاومة الاسلامية حماس في فلسطين، التي تعتبرها تل أبيب جماعة إرهابية.
وقال مزال في مقال تم نشره على موقع “جيروسالم بوست” أنه ينوه بشكل كبير التطور والتحول الكبير الذي عرفته العلاقات المصرية الاسرائيلية في عهد الجنرال عبد الفتاح السيسي، والتي وصلت إلى حد رفض سامح شكري وزير الخارجية المصري اتهام إسرائيل بممارسة الإرهاب ضد المواطنين الفلسطينيين، معتبرا أن ما تقوم به هو حق مشروع في الدفاع عن النفس، ومشددا في نفس الوقت على أن هذا الأمر مهم جدا، لأن شكري عبر عن ذلك أمام طلبة مصريين، وهو ما قد يعيد تشكيل وعيهم بشكل لا يعادي دولة الاحتلال.
وأضاف السفير الإسرائيلي السابق في القاهرة أن حرص السيسي على إرسال طائرتين من أجل المساعدة في إطفاء الحرائق التي شبت في الأراضي المحتلة يحمل دلالة خاصة جدا، مضيفا أنه يمتدح وبشدة شجاعة السيسي الخاصة وقيامه بإطلاق ثورة دينية كاملة عبر إصدار تعليمات للمؤسسة الدينية الأزهر بمحاربة الإرهاب الاسلامي فكريا، والتصدي للتفسير المتطرف الذي يقوم به البعض للدين الاسلامي.
وأشار مزال أن شريحة كبيرة بل الأغلبية الساحقة من الاسرائيلية ترغب في عدم سماح السيسي للإسلاميين بالعودة لحكم مصر بعد انقلابه على الاخوان المسلمين سنة 2013 واعتلائه الحكم.
لكنه استدرك بالقول أن الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها السيسي حاليا تجعل نظامه على محك شعبي حقيقي، ناصحا إياه بالتطبيع مع إسرائيل بشكل أقوى والتوسع في بناء شراكات اقتصادية مع تل أبيب، مقرا أن هذا التطبيع الكامل مع إسرائيل يواجه في مصر برفض كبير خصوصا من طرف الاسلاميين والقوميين العروبيين من أنصار عبد الناصر.
هذا وتعمل إسرائيل بشكل كبير على التقارب مع الدول العربية، حيث بدأ هذا التقارب يؤتي أكله بشكل كبير خصوصا كل من مصر والإمارات.