رغم الضغط الكبير من طرف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لم يستطع الأخير اقناع أحمد الطيب، شيخ الأزهر في لقاء رابع جمع بينهما بالعدول عدم مشاركة الأزهر أهم مؤسسة سنية في العالم في لجان المجلس الأعلى للشئون الاسلامية التابع لوزارة الأوقاف المصرية، وهو ما زاد الخلاف بين الأوقاف والأزهر، منذ خلاف الطرفين عن الخطبة الموحدة.
وقالت تقارير صحفية أن الرئيس المصري لا يخفي أبدا عدم رضاه عن أداء الطيب، الذي يعتبره غير متماهي مع حكمة، في ظل الحماسة المطلقة لمفتي مصر السابق علي جمعة ووزير الأوقاف الحالي الداعم للنظام السياسي الحالي القائم.
وقالت ذات التقارير أن السيسي بدى غاضبا في الاجتماع الاخير على عدم شن الأزهر حملات قوية ضد جماعات الاسلام السياسي المهدد لعرش السيسي والعسكر في مصر خصوصا جماعة الاخوان المسلمين، والجماعات الجهادية كتنظيم الدولة المعروف بداعش، في حين أصر الأزهر على تبني موقف وصفه السيسي بـ “المتطرف” من الشيعة، وهو ما يتجاهل موقف النظام المصري المتقاربة حاليا مع كل من إيران والعراق والنظام السوري، بعد المشكل مع المملكة العربية السعودية.
كما زاد استياء السيسي بعد تبرؤ الأزهر من مؤتمر الشيشان الذي أخرج التيار السلفي من أهل السنة والجماعة، معتبرا أن هذه المواقف لا تخدم القاهرة التي تمر بمشاكل ضخمة مع الرياض.
غضب السيسي لم يتوقف على هذا الحد؛ بل أبدى عدم ارتياح الرئاسة المصرية لأداء الأزهر، مع التأكيد على وجود عدد من الشخصيات على الساحة الدينية قادرة على لعب هذا الدور المحوري، منهم علي جمعة، المؤيد للسلطة والمعادي لإخوان المسلمين والسلفيين والذين يطلق عليهم اسم “الجماعات التكفيرية”، وهو ما اعتبر الطيب إهانة له مخالفة للكيفية التي كان يتعامل بها الرؤساء مع الأزهر الشريف.
لقاء السيسي مع أحمد الطيب شيخ الأزهر، جاء بعد تفاقم الأزمة بين المؤسسة الدينية ووزارة الأوقاف المصرية، بعد أن قامت لجنة كبار العلماء بالأزهر، وبالإجماع بآلاعتذار عن المشاركة في لجان “المجلس الأعلى للشئون الاسلامية” التابعة للوزارة، معتبرة أن هذا الإنسحاب جاء بسبب “ضيق الوقت، وكثرة الملفات التي يجب معالجتها من طرف كبار العلماء” وهذا يعني أنه لا وقت لدراسة ملفات الوزارة.
وجاء القرار بالإنسحاب من عضوية المجلس بعد أزمة جرت الأسابيع الماضية بين الأزهر ووزير الأوقاف محمد مختار جمعة بعد قيام هذا الأخير بإقالة عدد كبير من قيادات الأزهر من المجلس، على رأسهم وكيل الأزهر عباس شومان ومستشار شيخ الأزهر محمد مهنا، وأستاذ الفقه المقارن أحمد كريمة وأستاذ الشريعة الاسلامية سعد الدين الهلالي، بحجة أنهم مشغولون بعدد من الأعمال الأخرى وهو ما يتعارض مع مصلحة المجلس.
ورغم تعيين عدد آخر من علماء الأزهر ومجلس الحكماء الذي يرأسه الطيب أيضا، إلا أن هذا الأمر لم يكن كافيا لشيخ الأزهر، الذي اعتبر أن هذا الأمر غير مقبول وأصر على رفضه حتى أمام السيسي، في حين قامت الرئاسة المصرية بإصدار بيان بعد اللقاء قالت فيه :” القاء شهد استعراضا لما يقوم به الأزهر من جهود لتصويب الخطاب الديني، وتصحيح صورة الإسلام، وتنقيتها مما علق بها من أفكار مغلوطة”.