يبدو أن عملية “البلوكاج” أو “التعطيل الإجباري” الذي يعيشه رئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران شارفت على الإنتهاء، وذلك بعد أن تمت موافقة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض الدخول إلى الحكومة الجديدة بعد جلسة جمعت بين كل من عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة المعين وادريس لشكر زعيم أكبر حزب يساري في البلاد.
وكشف بنكيران أنه تمكن من الحسم في أغلبيته الحكومية المقبلة، بعد قبول الاتحاد الاشتراكي دخولها، مضيفا أنه لازال ينتظر القرار النهائي لحزب التجمع الوطني للأحرار، اليميني الليبرالي الذي يعتبر من الأحزاب الإدارية التابعة للقصر الملكي من أجل إعلان الأمر رسمي.
وقالت مصادر صحفية أن الاتحاد الاشتراكي اليساري وحزب العدالة والتنمية الاسلامي حسما في الأمر بعد جلسة مغلقة بين كل من ادريس لشكر وعبد الإله بنكيران، الأمنيان العامة للحزبين.
وذكرت ذات المصالح أن بنكيران أعلن في جلسة مغلقة مع منتخبي العدالة والتنمية اكتمال أغلبيته بعد حسم قرار الاتحاد الاشتراكي، مضيفة أن أزمة الحكومة المغربية انفرجت بعد لقائه بلشكر، حيث قال الأخير أن قرار دخول الحكومة المقبلة تم بإجماع مكتبه السياسي، بعد تلقيه تفويضا أيضا من برلمان الحزب في وقت سابق.
وأضافت ذات المصادر أنه ورغم موافقة الاتحاد الاشتراكي إلا ان بنكيران لازال ينتظر موقف عزيز أخنوش صديق الملك، والأمين العام الجديد لحزب التجمع الوطني للأحرار للمشاركة في الحكومة.
ونقلت مصادر صحفية عن أحد قيادات حزب العدالة والتنمية الاسلامي أن الاجتماع الأخير بين بنكيران ولشكر كان حاسما بشكل كبير لتشكيل الحكومة المغربية الجديدة، مضيفا أن الحكومة الجديدة ستكون مكونة من 5 أحزاب بعد موافقة التجمع الوطني للأحرار بجانب كل من العدالة والتنمية الفائز بالانتخابات التشريعية الأخيرة وحزب الاستقلال والتقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
وقال القيادي الإسلامي الذي لم يذكر إسمه حول مسألة الحرص والإصرار على مشاركة التجمع الوطني للأحرار:” هناك أطراف في الدولة تريد هذا الحزب لذلك وضعت على رأسه صديق الملك عزيز أخنوش، ونحن لا مشكل لدينا”.
وكان الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية قد تحدث باقتضاب عن اللقاء الذي جمع أمين عام الحزب عبد الإله بنكيران بادريس لشكر، وهو اللقاء الثاني الذي جمع الطرفين بعد لقاء أول جرى مباشرة بعد الإعلان عن نتائج الإنتخابات التشريعة التي جرت يوم السابع من أكتوبر الماضي.
وقال المواقع بالنص :” اللقاء الذي دام زهاء ساعة، مر في أجواء إيجابية، وتناولت المناقشة مسار تشكيل الحكومة، توج اللقاء بتسجيل تقدم مهم في مواقف الطرفين حيث أصبحت اليوم أكثر تقاربا، كما أن الوضعية بخصوص المشاركة في الحكومة تحسنت عن السابق”.
وكان عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية قد خرج إلى وسائل الإعلام من أجل الحديث أنه تمت عرقلته بشكل مباشر من أجل عدم تشكيل الحكومة المغربية مهددا باللجوء إلى انتخابات مبكرة كما يكفله لذلك الدستور، وهو ما كان سيضر الأحزاب الأخرى بدون شك.