في خروج جديدي بطعم ديني، قال الملك المغربي محمد السادس أن كل من يجلس على عرش المملكة المغربية هو أمير للمؤمنين وليس فقط المسلمين، بل المؤمنين بجميع الديانات، معتبرا أن المشاريع التي قامت بها بلاده ليست موجة للمسلمين دون الباقين، ومعتبرا أن الانفتاح على إفريقيا هو “مسعى لإقامة نموذج تعاون” جنوب جنوب لأن إفريقيا مطالبة أكثر من أي وقت أن تضع ثقتها في نفسها وفي أعضائها.
الملك المغربي وأثناء زيارته بشكل رسمي لجمهورية مدغشقر خص وسائل إعلام محلية بحوار صحفي مكتوب تم نشره يوم السبت، وهو ثاني حوار صحفي يقوم به منذ تربعه على عرش المغرب في سنة 1999، وبعد حوالي 11 سنة من حوار مكتوب كان قد قام به سنة 2015 مع جريدة “أل باييس” الاسبانية.
وأفاد المغربي في حواره الصحفي الذي تم تناقله في المغرب بشكل كبير لندرته: “أود رفع كل لبس، الشائعات التي تفيد بأن هذه المشاريع لن تعود بالنفع سوى على الطائفة المسلمة لا أساس لها من الصحة. فهذه المشاريع، موجهة بطبيعة الحال، لمجموع الساكنة”، و”ملك المغرب هو أمير المؤمنين، المؤمنين بجميع الديانات، الشعب الملغاشي شعب منفتح، شعب يمتلك قلبا نقيا. وبلدي المغرب لا يقوم البتة بحملة دعوية ولا يسعى قطعا إلى فرض الإسلام. في الدولة المغربية، الإسلام معتدل، وسمح” مضيفا :” لقد التقيت بإمام مسجد محمد الخامس بأنتسيرابي، الذي سبق له أن زار المغرب والاستفادة من تكوين بـ”معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات”، إنه مركز تتطلع أعداد متزايدة من المشاركين المتحدرين من بلدان مختلفة، ليحظوا بفرصة الولوج إليه”.
وحول عودة بلاده للإتحاد الإفريقي بعد غياب طويل قال العاهل المغربي :” أعلم أن الحضور المغربي في أفريقيا، وبشكل خاص الجولة التي أقوم بها حاليا، لا تروق للبعض. ولكن، الكل يعترف بأننا لم ننتظر الإعلان عن عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي من أجل العمل والاستثمار في أفريقيا، جميع الدول، سواء تعلق الأمر بالأصدقاء القدامى أو الأصدقاء الجدد، لاسيما في شرق أفريقيا، أجمعوا على دعم إعادة اندماج المغرب في الاتحاد الأفريقي”، مستطردا :” لقد اتخذت مبادرة القيام بهذه الزيارات، دون شروط مسبقة. وعاينت بكل بهجة وسرور، ردود الأفعال المؤيدة والإيجابية التي عبرت عنها البلدان المضيفة،نموذج التعاون، الذي نأمل في إنجازه في مدغشقر، مماثل لذلك الذي نعمل على تطويره في عدد من البلدان الإفريقية”.
وتحدث الملك المغربي عن النموذج الذي يرغب في إقامته وهو نموذج جنوب نوب الإفريقي، تعاون يكون قيا ومتضامنا بين العديد من دول القارة الإفريقية، حيث اعتبر أن الخطوة ابتدأت في خطابه بالعاصمة الإفوارية أبيدجان، حيث كان قد قال :” أفريقيا مطالبة اليوم بأن تضع ثقتها في أفريقيا، وفي إطار تعاون، خال من العقد، يمكننا، جميعا، بناء المستقبل”.