بعد إعلان الزعيم الكوبي الكبير فيديل كاسترو، أحد أهم علامات التوجه اليساري الشيوعي في العالم، والذي كان حتى الوقت القريب أحد أبرز أعداء الولايات المتحدة الأمريكية، أشاد رئيس النظام السوري بشار الأسد بما أسماه بـ “الصمود الأسطوري” لزعيم الثورة الكوبية الذي توفى يوم الجمعة، خصوصا أنه تصدى لابرز العقوبات التي واجهت بلاده بالإضافة إلى الحصار الاقتصادي الكبير الذي عاشته كوبا والذي كان قد تم وضعه من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، في الوقت الذي تلقى فيه الزعيم الراحل كاسترو التعازي من حزب الله الشيعي ومن النظام الإيراني أبرز داعمي الأسد.
وقال الأسد في برقية وجهها للرئيس الكوبي رؤول كاسترو، شقيق فيديل كاسترو :” القائد العظيم فيديل كاسترو قاد نضال شعبه وبلاده ضد الإمبريالية والهيمنة لعقود من الزمن بكل كفاءة واقتدار، وأصبح صموده أسطوريا،كوبا الصديقة تمكنت بقيادته من الصمود في وجه أعتى العقوبات والحملات الظالمة التي شهدها تاريخنا الحديث فأصبحت بذلك منارة لتحرر شعوب دول أمريكا الجنوبية وشعوب العالم أجمع”.
من جهته اعتبر محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني أن كاسترو شكل بحق شخصية فريدة واستثنائية استبسلت في محاربة الاستعمار والاستغلال مضيفا :” كان مثالا للنضال من أجل استقلال الشعوب المضطهدة”، حسب ما نقلته عنه وكالة فارس للأنباء، في نفس الوقت الذي أكد فيه بهرام قاسمي، المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية أن وفدا إيرانيا، سيقوم بالمشاركة في تأبين زعيم الثورة الكوبية فيديل كاسترو.
وفي نفس السياق، قام عمار موسوي، مسئول العلاقات الدولية في حزب الله بإجراء اتصال هاتفي مع السفارة الكوبية من أجل التعزية بوفاة الزعيم الكوبي الراحل.
الموسوى عبر حسب وسائل إعلام محلية عن بالغ المواساة للقيادة والشعب الكوبيين بعد رحيل كاسترو الذي يعتبر رمزا تاريخيا شكلت منارة للثوار في العالم أجمع، مؤكدا ثقته الكبيرة في أن تواصل كوبا بعده سيرها على منهجه في التعامل مع القضايا المحلية والدولية.
هذا وتفرض واشنطن التي تدعم المعارضة السورية التي تصفها بالمعتدلة، عقوبات اقتصادية على دمشق منذ أن اندلعت الاحتجاجات الشعبية في سورية سنة 2011، وتحول الأمر من مجرد ثورة شعبية سلمية إلى حرب دامية دخلت فيها أطرافا عديدة دولية وهو ما تسبب في مقتل ما يقارب 300 ألف شخص.
وأعلنت الرئاسة الكوبية وفاة كاسترو في هافانا في وقت متأخر من يوم الجمعة عن عمر يناهز 90 سنة، بعد أن كان حاكما لبلاده بالنار والحديد متحديا الولايات المتحدة الأمريكية لحوالي أكثر من 50 سنة قبل أن تجبره حالته الصحية على تسليم السلطة لشقيقه راؤول كاسترو.
هذا وتقوم دمشق علاقات جيدة مع هافانا، حيث كان الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد قد زار كوبا سنة 1979 أثناء انعقاد قمة دول عدم الإنحياز هناك حيث التقى كاسترو.