على عكس خرجاته الإعلامية الرئاسية والتي غالبا ما كانت تكون بعد أحداث أو تفجيرات حيث كان يتحدث أن المشكل ليس مع الدين الإسلامي أو مع المسلمين، بل مع الذين قاموا بتأويل غير صالح للإسلام وجعلوها قاعدة للإرهاب، ظهر الرئيس الفرنسي في حديث خاص قال فيها بصراحة قل نظيرها في الأوساط الدبلوماسية الأوروبية :” نعم .. لدينا مشكل مع الإسلام”.
وجاء هذا التصريح المثير للجدل، ضمن مقتطفات تم نشرها يوم الأربعاء عن كتاب تحدث فيه الرئيس الفرنسي الحالي عن عدد من الأمور، يأتي على رأسها مشكل الهجرة الذي أصبح هاجسا مخيفا حقيقيا أمام الدول الأوروبية.
وقال هولاند في كتاب يحمل عنوان “الرئيس لا يتحدث هكذا” وهو من إنتاج صحفيين من جريدة لوموند ومن مقابلة أيضا تنشر كل خميس في أسبوعية “لوبسيرفاتور” تحمل عنوان “أنا جاهز”.
وقال مؤلفا الكتاب أنهما طرحا سؤال على الرئيس الفرنسي يوم 23 يوليوز من سنة 2013 حول هل كون الهجرة تشكل عبئا على فرنسا، لتكون إجابة هولاند :” أعتقد أن هناك أعدادا أكثر من ما ينبغي للواصلين إلى فرنسا” مضيفا في حديث عن الإسلام الذي يشكل غالبية المهاجرين من المناطق المشتعلة بالقول:” إن هناك مشكلة مع الإسلام، هذا صحيح، لا أحد يشكك في هذا، ليس الإسلام الذي يطرح المشكلة بمعنى أنه قد يعتبر ديناً خطراً بحدِّ ذاته، ما يمكن أن يطرح مشكلة هو إذا لم يستنكر المسلمون أعمال التطرف، إذا تصرف أئمة المساجد بطريقةٍ معادية للجمهورية”.
هولاند تحدث كذلك عن الحجاب والذي يعتبر من أكبر المظاهر الإسلامية التي تثير حساسية باريس، حيث تحدث عن نظرة الجمهورية لظاهرة المحجبات قائلا :” المرأة المحجبة اليوم ستكون ماريان الغد. لأنه بطريقة ما، إذا توصلنا إلى أن نوفر لها ظروفاً للتفتح فستتحرَّر من حجابها وتصبح فرنسية، مع كونها متدينة إذا أرادت ذلك، قادرة على التحلي بالمثل العليا”.
هذا ويظهر الكتاب أن التيار اليساري الذي يمثل فرونسوا هولاند هو الآخر أصبح متشبعا بالأفكار اليمنية واليمينية المتطرفة، حيث تبني رئيسة الجبهة الوطنية ماريان لوبين خطابها السياسي والانتخابي على شقين أساسيين هما مسألة اللاجئين، والجالية المسلمة التي تعيش في فرنسا، التي أصبحت على مرمى نيران الساسة الفرنسيين بعد كل عمل إرهابي تعيش فيه البلاد، ويتبناه تنظيم الدولة المعروف بداعش.
وينتظر أن تكون الحملات الانتخابية لليسار واليمين واليمين المتطرف مشبعة بهذا النوع من الرسائل، من أجل جلب أكبر عدد من المتعاطفين واللعب على وتر الخوف والأمن والأمان وحماية فرنسا من الأخطار الإرهابية وهو ما اعتبره بعض المتتبعين أنه شماعة رائعة لصناع الرأي بباريس بدل الدخول في مواضيع أصعب مثل الوضعية الاقتصادية للبلاد وارتفاع نسب البطالة.