تجد شركة النفط الجزائرية سوناطراك نفسها في وضعية صعبة أمام قرار شركة الطاقة الفرنسية توتال اللجوء إلى التحكيم الدولي لحل نزاعزاعها معها بسبب خلاف في تفسير بنود التفاقية بينهما.
وبعد أن باءت جميع المحاولات الودية لحل الخلاف بالفشل آلت القضية الى التحكيم الدولي بجنيف.
وجاء في صحيفة لوموند الفرنسية أن شركة توتال أجرت محادثات ودية مع سوناطراك الا أنها لم تكلل بالنجاح مما أدى الى اللجوء الى التحكيم الدولي.
وفي حالة ما اذا ربحت توال القضية ، ستحصل هذه الأخيرة على تعويض بمئات الملايين من الدولارات من الشركة الجزائرية.
فضلا عن هذا فان توتال تعترض على تعديل أجرته الجزائر عام 2006 على اتفاقياتها مع شركات النفط والغاز العاملة بحقولها.اذ أدرجت الحكومة بضريبة على “الأرباح الاستثنائية” ضمن قانون المحروقات الذي صدق عليه البرلمان.هذا علما أنه من الواجب على شركات النفط دفع ضريبة اضافية تقدر ب 5 في المئة من تكلفة الإنتاج، كلما فاق سعر النفط 30 دولارا للبرميل.
ويذكر أن أسعار النفط في تلك الفترة كانت قد بلغت حوالي 100 دولار للبرميل أحيانا.
كل هذه التعديلات التي قامت بها الحكومة الجزائرية عل الضريبة النفطية لم تكن محط ترحيب من طرف عدة شركات من بينها توتال التي لجأت للتحكيم الدولي لأنها أعتبرتها اخلالا بالاتفاقات المبرمة بين الطرفين.
وفي الطرف اللآخر ترى الجزائر أن تعديل الضريبة يدخل ضمن مصلحة البلاد و السيادة والظروف الاقتصادية التي لا يجب أن يتدخل فيها أي جانب آخر.
ويذكر أن الشركة الجزائرية دفعت عام 2012 تسوية بدفع 4 مليارات دولار لشركتي أناداركو الأمريكية وميرسك الدانماركية، لتتجنب التحكيم الدولي.
وهذا ما تسعى اليه الشركة الفرنسية من خلال الضغط على الجزائر ،وطرحها للنزاع أمام التحكيم الدولي، إذ يبقى الباب مفتوحا أمام حل بالتراضي بين الطرفين.
ولا تمثل المشاريع الجزائرية إلا نسبة 1 في المئة من استثمارات توتال في العالم.
وتملك نسبة 35 في المئة من مشروع إنتاج الغاز في حقل “تين فوي تابنكورت” بولاية ورقلة، جنوبي الجزائر، في شراكة مع سوناطراك والشركة الإسبانية ريبسول.
كما تملك الشركة الفرنسية 38 في المئة في مشروع لاستكشاف الغاز في مدينة تيميمون، بولاية أدرار، 800 كيلومتر جنوبي الجزائر، في شراكة مع سوناطراك والشركة الإسبانية سيبسا.
ويعتبر مشروع مشروع تكرير النفط، الذي تعمل الشركة الفرنسية على إنجازه في ولاية أدرار، أهم مشروع للجزائر مع توتال,
ويتوقع أن يشتد النزاع بين شركة سوناطراك الجزائرية وتوتال الفرنسية خاصة مع حدة التوتر بين الحكومتين.