بدأ الناخبون الألمان الأحد الذهاب إلى صناديق الاقتراع لتجديد البرلمان للعاصمة برلين في الوقت الذي تشير فيه التقارير الصحفية أن اليمين المحافظ المتمثل بحزب البديل الألماني المعارض سيكون صاحب السطوة العليا، خصوصا أن الحزب يبني سياسته على مسألة معارضة الهجرة و هو ما قد يغري الألمان في الوقت الراهن، بعد أن فقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قسطا كبيرا من شعبيتها بسبب دعمها لقضية المهاجرين.
وسيكون على البرلمان الذي سيتم انتخاب أعضائه الأحد تعيين رئيس لبلدية المدينة التي يبلغ عدد سكانها 3.5 مليون نسمة، في حين لن تكون ميركل على موعد مع إلقاء أي تصريح رسمي إلا ما بعد منتصف يوم الاثنين.
وأفادت تقرير صحفية أن استطلاعات الرأي التي تمت مؤخرا لا تخدما بتاتا حزب ميركل، حيث عكس استطلاع أخير قامت بنشره مؤسسة “زي دي إف” أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي إليه رئيس البلدية المنتهية ولايته يتصدر بنسبة 23 بالمائة، يأتي بعده حزب ميركل الاتحاد المسيحي الديمقراطي بنسبة 18 بالمائة ثم “الخضر” بنسبة 15 بالمائة فالشعبويون المشاركون في هذه الانتخابات لأول مرة بنسبة 14 بالمائة.
هذه الانتخابات ورغم أنها لن تعطي القوة الكبيرة للمحافظين لتأثيرهم الضعيف بالعاصمة برلين، لكن التراجع المستمر للمستشارة وحزبها يجعل مهمتها معقدة في الانتخابات التشريعية القادمة، خصوصا أن عدد من حلفائها لا يقاسمونها نفس التوجهات فيما يخص ملف المهاجرين.
من جهته انتقل حزب البديل لألمانيا الذي تأسس سنة 2013 من خطاب أولي كان يعادي فيه “اليورو” إلى خطاب حالي يعادي فيه الإسلام، حيث بات يحظى بتمثيل 9 من أصل 16 مقاطعة فيدرالية، حيث حقق العديد من الانتصارات مستغلا القلق المتزايد لدى الألمان من حلول مليون لاجئ بالبلاد.
وفي نفس السياق دعى رئيس البلدية المنتهية ولايته الألمان إلى عدم تكرار الخطأ التاريخي في إشارة إلى صعود النازيين وبروز نجم أدولف هتلر، فيما قال منافسه الأساسي المحافظ فرانك هنكل وزير داخلية مقاطعة برلين أنه يندد بالحزب الذي يقبل في صفوفه تلة من العنصريين.
أما ميركل فكانت قد عبرت عن قلقها الكبير من صعود الشعبويين قائلة :” الطبقة السياسية تجد صعوبة كبيرة في التصدي لتحدي الشعبويين، علينا المحاولة مرارا لأنني أعتقد أننا لا يجب أن نتخلى عن الناخبين المعارضين”.
وتعاني ميركل وحزبها المسيحي الديمقراطي من مصاعب عديدة بسبب دعمها لسياسة اللجوء للبلاد، في الوقت الذي فضلت فيه العديد من الحكومات إغلاق حدودها في وجه الفارين من نار الحرب، بعد تكرار الهجمات على المدن الأوروبية، وهو ما جعل الشعبويين يستغلون هذه النقطة لبناء توجه حملتهم الانتخابية.
كما أبدت العديد من الأحزاب التي كانت تساند الإتحاد المسيحي الديمقراطي استعدادها التحالف مع “الخضر” أو “اليسار المتطرف” لفك الارتباط مع حزب ميركل.