أعلنت الحكومة النرويجية عن رغبتها في التخلص من ثلثي الذئاب المتبقية على أراضيها، في خطوة جديدة فتحت وابلا من الانتقادات خصوصا من طرف جمعيات حماية البيئة التي وصفتها بالكارثية وذلك لآثارها الكبيرة على الأعداد المتناقصة للذئاب في البراري النرويجية، حيث يقدر عدد الذئاب المتبقية بحوالي 68 ذئبا، تتركز غالبيتها بالجنوب الشرقي للبلاد، حيث من المتوقع أن يتقلص العدد إلى 21 ذئبا إذا ما قامت الحكومة فعليا بهذه العملية التي ستقضي على 47 ذئب.
وتقدم أكثر 11 ألف صياد بطلبات للحصول على تراخيص لإطلاق النار على الذئاب، حيث تقدر نسبة المتقدمين للترخيص الواحد بـ 700 شخص، في الوقت الذي تشيع فيه رياضة الصيد في البلاد.
وقالت الحكومة النرويجية أن خطة التصفية التي تم اعتمادها هذه السنة هي الأكبر منذ أكثر من قرن، هي نتيجة لسياسة مكافحة الأضرار التي تسببها الحيوانات المفترسة لقطعان الأغنام، وهو ما رفضته الجمعيات النرويجية التي قالت أن الضرر الفعلي أقل بكثير معتبرة أن رد فعل الحكومة غير متناسب أبدا.
وكانت الحكومة قد تبنت في وقت سابق إجراءات لمنع الصيد غير القانوني للذئاب، حيث تعتبر الذئاب أحد أبرز العوامل لجذب السياح القادمين من خارج البلاد، إلا أنها وبوضعها لهذا القانون الجديد، فإن عدد الذئاب لن يصمد كثيرا، حيث سيتم إطلاق النار على حوالي 24 ذئبا من المتواجدة داخل المناطق المخصصة لها، وإطلاق النار على 13 ذئبا في المناطق المجاوره لها و 10 ذئاب أخرى في مناطق أخرى متفرقة في البلاد.
وأعلنت الجمعيات الحقوقية أن عدد الذئاب التي سيتم تصفيتها سيكون الأكبر منذ سنة 1911، حيث قالت نينا جينسين، الرئيسة التنفيذية للصندوق العالمي للطبيعة بالنرويج أن هذه الخطة الحكومية تندرج ضمن قائمة المذابح الجماعية، والتي لم تشهد البلاد مثيلة لها منذ مئات السنين، حين كانت السياسية المتبعة تقوم بإعدام جميع الحيوانات الكبيرة الآكلة للحوم.
وأضافت ذات المتحدثة:” إطلاق النار على 70 بالمائة من الذئاب الموجودة لا يجب أن يصدر من دولة تدعي أنها تنصر قضية البيئة، في الوقت الذي بدأ فيه الجميع الآن التفاعل مع هذه القضية داخليا وخارجيا.
وأضافت جينسين أن الخسائر التي تكبدها المزارعون ليست كبيرة كما تدعي الحكومة، حيث أشارت إلى الاتفاقيات التي أقرها البرلمان النرويجي ما بين سنتي 2004 و2011 الناصة على أنه يجب السماح للحيوانات البرية الآكلة للحوم من التعايش مع الماشية.
من جهته أفاد سيلجي أسك لوندبرغ، رئيس جمعية أصدقاء الأرض، أن على الحكومة النرويجية الشعور بالخجل لمجرد التفكير في هذا الأمر مضيفا :” تطبيق هذا القرار يعني ببساطة شديدة إطلاق النار على ثلاث من أصل ست مجموعات عائلية من الذئاب، نحن نطالب رسميا، وزير البيئة بإيقاف هذه المجزرة”.