إحياء لذكرى هجمات 11 شتنبر الإرهابية التي نفذها تنظيم القاعدة وقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما دقيقة صمت قرب البيت الأبيض في واشنطن من أجل أرواح 3000 شخص قتلوا في مثل هذا اليوم من عام 2001.
و بمناسبة هذه الذكرى الأليمة توجه الرئيس الأمريكي رفقة وزير الدفاع آشتون كارتر، إلى مقر البنتاغون الذي تعرض هو الآخر قبل 15 سنة لهجوم بواسطة طائرة مخطوفة إلى جانب برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك.
و في كلمة ألقاها أمام الحضور قال أوباما أن التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش يعلمان أنه ليس في مقدورهما التغلب على دولة عظيمة مثل الولايات المتحدة، وهذا ما يجعلهما يخططان لعمليات إرهابية لزرع الرعب بين أبناء الشعب الأمريكي وتغيير طريقة حياتهم.
وأكد أن التنوع يعد من ركائز الأمة الأمريكية، قائلا: “التنوع ليس ضعفا ولكنه من دعائم القوة الأساسية لنا”، و أشار أوباما إلى عزم الأمريكيين على حماية بلادهم وأمتهم والحفاظ على شخصيتهم.
وأضاف أن أجهزة الأمن الأمريكية نجحت في إحباط العديد من الهجمات الإرهابية في أراضي البلاد، ما سمح بالحفاظ على حياة كثير من الأرواح البشرية.
وجرت مراسم التأبين في منطقة “غراوند زيرو” في نيويورك، بحضور كل من المرشحة الديمقراطية لرئاسة الولايات المتحدة، هيلاري كلينتون، ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب.
وكان من المنتظر أن يقف المواطنون دقيقة صمت ست مرات، للتذكير بوقائع الاعتداءات، وستتلى أسماء ضحايا الهجوم في موقع البرجين التوأمين لمركز التجارة العالمي، اللذين انهارا الواحد تلو الآخر جراء اصطدام طائرتين مخطوفتين بهما، من قبل عناصر تنظيم “القاعدة”.
وتقرع أجراس معابد نيويورك لضحايا الاعتداءات عند الساعة 8:46 بالتوقيت المحلي، وهي ساعة اصطدام الطائرة الأولى بالبرج الشمالي.
و أعلنت شرطة نيويورك حالة التأهب القصوى، تحسبا لاستغلال الإرهابيين مناسبة ذكرى هجمات 11 شتنبر لتنفيذ اعتداءات جديدة.
وأوضحت إدارة شرطة المدينة في بيان لها أنه لم تتوفر بعد أي معلومات موثوق بها، تشير إلى وجود خطر وشيك.
من جانبه، أفاد وزير الأمن الداخلي الأمريكي جيه جونسون، في حديث لقناة “فوكس نيوز” الأمريكية بأن جهاز الأمن الأمريكي أحبط، منذ توليه الحقيبة الوزارية، العديد من محاولات تنفيذ هجمات إرهابية، كانت فى مراحل متقدمة من التخطيط، مشيرا إلى صعوبة رصد أنشطة كهذه في وقت يحاول فيه تنظيما “القاعدة” و”داعش” التسلل إلى الولايات المتحدة والتخطيط لشن اعتداءات بواسطة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
ودعا الوزير المواطنين الأمريكيين، بالرغم من غياب معلومات تشير إلى وجود خطر إرهابي اليوم، إلى اليقظة، مشددا على أن هجمات إرهابية قد تشن دون أي إنذار مسبق.
تجدر الإشارة إلى أن هجمات 11 شتنبر 2001 أودت بأرواح 2977 شخصا، علاوة على 19 إرهابيا، بينما يعتبر 24 آخرون في صفوف المفقودين.
واختطف الإرهابيون 4 طائرات ركاب مدنية، ليوجهوا 2 منها إلى برجي مركز التجارة الدولية في نيويورك، بينما وجهت الطائرة الثالثة نحو مقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)،أما بخصوص الطائرة الرابعة فقد سقطت في ولاية بنسلفانيا، بعد أن حاول طاقمها وركابها استعادة السيطرة عليها.
ولازال يعاني نحو 75 ألف شخص في الولايات المتحدة من اضطرابات صحية نفسية أو جسدية نتيجة لهذه الهجمات، استنشق كثيرون منهم جزيئات مسببة للسرطان، أثناء محاولتهم انتشال المصابين من تحت الأنقاض.
وبشكل عام، تسبب هذا الهجوم الإرهابي بتغير ملحوظ في صورة العالم المعاصر، وردت واشنطن عليه بإطلاق “حرب عالمية ضد الإرهاب”، كما أظهر هذا الاعتداء أن خطر الإرهاب الدولي بلغ مستوى غير مسبوق ليتصدر قائمة التحديات التي يواجهها العالم في القرن الـ21.