أفادت صحيفة “التايمز” البريطانية في تقرير لها أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يعتبر نفسه قاهر داعش بعد أن حقق انتصارا مهما عليه في سوريا وهو الداعم للنظام السوري الحالي بقيادة بشار الأسد وجيشه النظامي.
وأكدت المجلة البريطانية أن بشار الأسد، رئيس النظام السوري قام بزيارة منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود لملاقاة بوتين في زيارة سرية أكد فيها الأخير أنه وبشكل رسمي تفوق على تنظيم الدولة داعش.
وأفاد التقرير :” لم ترشح المعلومات عن زيارة الأسد إلا من خلال الإعلام الروسي الرسمي، بعد مغادرة الأسد روسيا، التي أكدها لاحقا الإعلام السوري”، معلقا :” المناسبة تم تقديمها من أجل إظهار بوتين بصفته عراب القوة في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن بوتين قدم الجنرالات الروس لرئيس النظام السوري، وقال إنهم أدوا دورا “في حماية سوريا”.
وأفادت “التايمز” :” بوتين ناقش الوضع في سوريا من خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، أما لقاء يوم الاثنين والتحركات الروسية امس جاءت تحضيرا للقاء الثلاثي المنعقد اليوم في المنتجع ذاته بين بوتين ورئيسي كل من تركيا وإيران، حيث سيخبرهما بالوضع وبالدعم المقدم من موسكو للنظام السوري”.
وأكدت المصادر ذاتها :” الأسد أكد أنه يريد إعادة سوريا كلها إلى سيطرته، ما يعني هزيمة المقاتلين الأكراد الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال شرق سوريا ومنطقة أمنية أقامتها تركيا غربي نهر الفرات شمال سوريا”، مشددة :” بوتين لم يعبر عن استعداده لإرسال قوات جديدة لمواجهة مع أمريكا، إلا أن الإعلام الأمريكي ذكر أن الرئيس الروسي حذر نظيره السوري، وطالبه بتحرك جاد على ملف العملية السلمية، وقال بوتين: “بالنسبة لعمليتنا المشتركة لهزيمة الإرهابيين فإن هذه العملية تقترب من نهايتها”، وأضاف: “أنا سعيد لاستعدادك العمل مع كل طرف يريد السلام والتسوية”.
وأكدت “التايمز” :” أكد أن مناطق خفض التوتر، التي رعتها بلاده مع إيران وتركيا، ستقود إلى محادثات السلام في جنيف، منوها إلى أن عملية جنيف فشلت، إلا أن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس قال إن القوات الأمريكية ستظل موجودة في سوريا حتى تنتهي العملية السلمية التي ترعاها الأمم المتحدة”، مبينة :” فصائل معارضة سورية التقت في السعودية في وقت شهدت فيه الهيئة العليا للمفاوضات استقالات واسعة، وعلى رأسها استقالة رياض حجاب، إشارة إلى أنه تعرض لضغوط ليعدل من مواقفه المطالبة برحيل الأسد”.
وحول القمة الثلاثـية المرتقبة أفادت المجلة البريطانية :” القمة الثلاثية في سوتشي تشبه قمة يالطا بعد الحرب العالمية الثانية، وستؤدي إلى رسم منطقة شهدت الحروب والنزاعات، وهناك فرق بين لقاء بوتين وأردوغان وروحاني وبين القمة التي جمعت ستالينء روزفلتء تشرتشل عام 1945، فليس من الواضح أن ثلاثي سوتشي كانوا يقاتلون الحرب ذاتها، وعما إذا كانوا ربحوها، وحتى إن كانوا حلفاء، فكل طرف ربح شيئا، فبوتين أمن التأثير الروسي في سوريا، وأقامت إيران ممر تأثير عبر الشرق ومنعت سقوط الأسد، فيما منعت تركيا سيطرة الأكراد على معظم حدودها مع سوريا”، معلقة :” المشكلة أن أهداف هذه الدول غير متوافقة، فروسيا وإيران تريدان من الأمريكيين الخروج من أجزاء سوريا التي تسيطر عليها مع حلفائها الأكراد، وترى روسيا أن هذا يعني صفقة منطقة مستقلة مع الاكراد، وهو ما ترفضه تركيا، التي لن تقبل بمحور مستقل على حدودها يديره فرع تابع لحزب العمال الكردستاني، الذي تخوض معه حربا على أراضيها”.
وختمت التايمز بالقول :” رغم إخبار بوتين الأسد بأن المعركة لهزيمة الإرهابيين تقترب من نهايتها، إلا أنه واع بحروب أمريكا الأخيرة، حيث انتهت الحرب العالمية الثانية بالنصر لأن الذين خسروها استسلموا، ولم يعبر الخاسرون في الشرق الأوسط عن استعداد لتقبل الخسارة”.