رغم الابتعاد المؤقت عن أضواء الساحة العالمية، تظل أزمة المسلمين الروهينغا إحدى الأزمات التي تؤرق بال المجتمع الدولي، نظرا لتفاقمها بسبب عدم أي تدخل عسكري سواء من الدول المسلمة أو حتى من الأمم المتحدة.
ونشر موقع “ذي إنترسبت” البريطاني تقريرا حول الروهينغا المهاجرين والفارين من التطهير العرقي، إذ قال :” هؤلاء الروهينغا لا تريد بنغلاديش أن تستوعبهم، ولا تريد ميانمار أن يعودوا إليها، وهذا ما يجعل جيش ميانمار الذي قام بالاغتصاب والقتل والحرق، واضحا لكل من فرّ من هؤلاء الروهينغا حتى وصلوا حدود ولاية راخين التي كانوا يعيشون فيها، بالقول: “اخرجوا ولا تعودوا”، مضيفا :” عندما يستطيع هؤلاء النازحون الهروب فإنهم يركبون قوارب للهروب، وبعض تلك القوارب متهالكة؛ لدرجة أنها تنقلب، وكثير منهم لا يستطيعون السباحة عبر النهر، ويلفظ الماء الغرقى من أطفال ونساء على شواطئ بنغلاديش. وأحيانا تغرق عائلات بكاملها في البحر. ويمكنك أن ترى الدمار الذي تعاني منه العائلات وهي تجمع موتاها؛ لتقوم بغسلهم وتكفينهم ثم دفنهم”.
وواصمت المصادر ذاتها :معظم النازحين من الروهينغا تجمعوا في قرى مجاورة لبنغلاديش، ينتظرون فرصة العبور إليها، وتصل الهمسات إلى المصورين والمنسقين وجمعيات الإغاثة بقرب حصول موجة من اللاجئين يعبرون الحدود، وفجأة قبل الفجر يتحرك عشرات الآلاف من الروهينغا عبر حقول الأرز الخضراء، يحملون حاجتهم على رؤوسهم، والرضع بين أيديهم، والجرحى على أكتافهم”، واصفة الوضع بالكلمات التالية :” “تفتح الحنفية، ثم تغلق فجأة، فهل هناك ترتيب ما بين السلطات في ميانمار وبنغلاديش؟ هل هو حل مؤقت؟ هل هو تطهير عرقي دائم؟ تطهير منسق؟ وبعدها يسير اللاجئون أميالا داخل بنغلاديش، بعضهم يقف في القرى المهجورة، وبعضهم يصل إلى مخيمات لاجئين عمرها عقود، وبعضهم يضربه حرس الحدود البنغال بالخيزران، ويؤمرون بالبقاء في أماكنهم دون فكرة ماذا يحصل أو أين سينتهي بهم المطاف أو متى ستنتهي المأساة”.
ويجيب التقرير عن هذه التساؤلات بالإفادة :” ربما للحصول على أموال أكثر”، مستطردة “:” كان عملا غير إنساني، لقد وصل اللاجئون إلى مكان يستطيعون فيه الحصول على الماء والبسكويت من برنامج الغذاء العالمي، قالت لهم السلطات: (لا، نحن آسفون، لكن عليكم العودة إلى الحقول، حقول الأرز)، وكان الناس، خاصة الأطفال يبكون، ويقولون: (حرس الحدود البنغال هؤلاء يهددوننا بالضرب، ولا ندري ماذا يدور)، أبقوهم في الحقول الموحلة لمدة ثلاثة أيام، ثم قاموا بإجراء دخولهم، إنها فظاعة، لماذا فعلوا ذلك؟ لم أستطع الحصول على جواب مباشر”، لافتا :” كانت قد أمطرت في الوقت الذي كان فيه هؤلاء عالقين، ولم يكن هناك مكان للجلوس أو النوم، وتقول: “ثم تظهر الشمس، فيظهر قوس قزح.. إنه جميل والناس يعانون”.
ونوه الموقع البريطاني :” أزمة الروهينغا ليست جديدة، وقدمت جمعيات الإغاثة المساعدات في مخيمات لاجئين في بنغلاديش على مدى عقود، ويبقى الروهينغا يأتون مع كل موجة عنف تقوم بها سلطات ميانمار ضدهم، وهناك تقارير من العيادات ومن الفارين بأن الجنود والبوذيين المتطرفين يقومون بذبح الرجال وجر البنات، بعضهم 9 سنوات من العمر، إلى الغابات، حيث يتم اغتصابهن جماعيا، ويستخدم الاغتصاب أداة من أدوات التطهير العرقي، التي تضم حرق القرى وذبح الرجال واغتصاب الفتيات للقضاء على شعب”، مختتمة بالقول :” فهل هناك أي إرادة سياسية أو مؤسسة رسمية أخلاقية تقوم بتوجيه اتهام بارتكاب جرائم حرب لأحد؟ من يمكنه توجيه هذه التهم؟ روسيا؟ الصين؟ فمصالحهما الاقتصادية والجغرافية في بورما أكبر من أن تغامرا بها، حيث شاركتا في بناء منطقة اقتصادية جديدة، بما في ذلك منطقة صناعية ومحطة غاز ونفط وخط قطار، وذلك كله في ولاية راخين، حيث يعيش الروهينغا، أما أمريكا فنفوذها تضاءل في آسيا والعالم إلى حد بعيد، كما لم تعد لها مصداقية في حقوق الإنسان”.