بدأت قوات الجيش الفيليبيني بتدمير كامل لمدينة مراوي، من أجل منع أي فرصة لتنظيم الدولة داعش، لاستيطانها بعد طرده من محاوره الرسمية بالشرق الاوسط.
ونشر موقع “ديلي بيست” تقريرا حول الموضوع إذ أفاد :” انسحاب لمجموعة من القوات من الجبهة في سياراتهم المصفحة، التي تمت إضافة ألواح الخشب إلى جوانبها؛ لتزيدها تحصينا ضد الرصاص من العيار الثقيل، ويصف حالة الجنود الجالسين فيها، وكيف يعلو الوجوم وجوههم، بالإضافة إلى وصفه كيف تسبب الرصاص بكسر زجاج السائق، ما يشير إلى سخونة المعركة التي تركها هؤلاء الجنود خلفهم ليرتاحوا قليلا من الحرب”، مضيفا :” تضييق الخناق بدأ على الجهاديين في المدينة الواقعة في جزيرة منداناو جنوب الفلبين، مستدركا بأن مجموعة الماوتي، التي أخذت اسمها من عمر وعبد الله الماعوط، اللذين قاداها، أثبتت أنها عصية، حيث كان الأخوان ماوتي بايعا تنظيم الدولة، ويستخدمان التكتيك الذي طوره التنظيم على مدى السنوات في العراق وسوريا ذاته”.
وتابع التقرير :” بالرغم من العداء الشديد تجاه الولايات المتحدة وجيشها، الذي عبر عنه رئيس الفلبين رودريغو دوتيرتي في شهر ديسمبر، إلا أنه بعد أن تحرك الأخوان ماوتي إلى مراوي في مايو، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا جاء فيه أن قوات أمريكية خاصة تقدم الاستشارة للقوات الفلبينية، مشيرا إلى أنه “إن كان ذلك صحيحا، فإن الأمريكيين اختفوا عن الأنظار؛ لأننا لم نر أي أثر لهم”، لافتا :” الجيش الفليبني، الذي يقاتل في منطقة مكتظة بالمواقع المحصنة وأعشاش القناصين والمفخخات، نجح باستعادة معظم المدينة، ويحاصر المتطرفين إلى جيب يتقلص من المقاومة في مركز المدينة، مستدركا بأن التقدم كان مكلفا، حيث خسر الجيش والبحرية والشرطة العسكرية والقوات الخاصة، التي نشرت في مراوي، حوالي 150 رجلا، في الوقت الذي اعتاد فيه الجنود على حرب المدن”.
وأكدت “ديلي بيست” :” الجيش الفلبيني أثبت على مدى السنوات نجاعته في محاربة المتمردين الإسلاميين، الذين نشطوا في المناطق النائية من مينداناو، والمجموعات التي نشطت في جزر جنوب الفلبين، مستدركا بأن البحث عن متمردين في الجبال المشجرة ليس بصعوبة إخراج عدو قد أعد جيدا في المدينة، من خلال قتال تنتقل فيه من بيت إلى بيت”، ناقلا عن الرقيب ميشيل بونيلا، الذي سبق له الخدمة لسنوات في البحرية تعليقه :” من الصعب دخول هذه البنايات.. إنه ليس كما هو القتال في الجبال”، لافتا إلى أنه في الوقت الذي كان يستريح فيه في الجزء الخلفي من بناية، قال الجندي في وحدة النخبة من قيادة العمليات الخاصة في القوات البحرية، إن القتال في مراوي ليس مثل الغارات السريعة على معاقل المتمردين في أرخبيل سولو، حيث كانت وحدته قبل أن يتم نشرها في مدينة مراوي قبل شهرين”، مضيفا :” هنا يعرف العدو أننا قادمون، لكن في سولو يستيقظون من النوم ويجدون نفسهم في الجحيم”.
واستدرك التقرير :” الجيش يعترف بأن التقدم في المدينة بطيء، حيث تستولي عناصره على حوالي 12 بناية في اليوم، ويأخذ الأمر أسابيع لكسر خطوط الدفاع التي أقامها الماوتي على شكل دوائر متحدة المركز حول مركز المدينة، مشيرا إلى أن ما يزيد من تعقيد القتال هو الرهائن الذين أخذتهم مجموعة ماوتي عندما سيطرت على المدينة في مايو، حيث يجبر هؤلاء على إعداد الدفاعات وتشكيل دروع بشرية في الجبهات، و”قد يكون بعضهم أكره على حمل السلاح لمحاربة الجيش الذي يحاول إنقاذهم”، موردا عن عقيد من الجيش قوله :” المتمردون يضغطون على المدنيين المختطفين، ويكرهونهم على حمل السلاح، ليقاتلوا إلى جانبهم؛ في محاولة لتجنب الهزيمة”.
ولفت “ديللي بيست” :” مراوي تقع في منتصف المنطقة المستقلة ذاتيا التي أوجدتها الفلبين للأقلية المسلمة، التي تتركز في منداناو، وهي معروفة رسميا باسم “مدينة مراوي الإسلامية”، خاصة أنها المدينة الوحيدة في بلد كاثوليكي التي تتميز بأكثرية من السكان المسلمين”، ناقلا عن نازحين تصريحهم الذي قالوا فيه :” المصاعب التي واجهوها على مدى الأشهر الماضية ليست لها علاقة بمجموعة ماوتي وحدها، فالكثيرون يلومون الحكومة بسبب عدم اهتمامها بالأزمة الإنسانية، ويشعرون بأنه يتم التمييز ضدهم بسبب دينهم”.
وختم الموقع البريطاني تقريره بالقول :” هنالك شائعات تنتشر هناك بأن الجيش استولى على جزء من الأرض في محيط المدينة؛ للاستفادة من تطوير مراوي، أما الجيش فينكر وجود مثل هذه النوايا، لكن السكان يشعرون بأنهم خدعوا، ويقول عطار إن الانتفاضة المسلحة القادمة مضمونة إن ثبتت تلك المخاوف، “فهناك ألف شاب من المرانوس مستعدون للقتال إن تم تطبيق هذه الخطط”.