اعتبرت صحيفة “أوبزيرفر” البريطانية أن الحكومات الغربية مطالبة بدعم الاستفتاء الكردي، مستدركة بالقول بأن الحكومة الكردية لم تكن ذكية جدا لقيامها بهذه الخطوة في هذا الوقت بالتحديد.
قالت الصحيفة البريطانية في تقرير لها :” ربما كان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني حالما غبيا، يريد ترك إرث سياسي شخصي، وربما لو تراجع بارزاني عن قراره لقررت بغداد التخلي عن العدوان، ودخلت في مفاوضات مع الأكراد، وكل شيء ممكن في الشرق الأوسط، لكن الحقيقة التي لا يجادل فيها أحد في كردستان، هي أن حنين الأكراد الطويل لحق تقرير للمصير غير المقيد، والبعيد عن تدخل القوى الأجنبية، لا يمكن نفيه”، مضيفة :” المخاوف الجيوسياسية والظروف الاقتصادية الخاصة ومظاهر القلق المتدهورة حول تدهور الأمن الدولي هي التي غذت الرغبة وراء محاولة الدول الكبرى الحفاظ على الوضع القائم”.
وتابعت “أبزيرفر” :” مظاهر القلق هذه خطأ، فمثل كل شعب مرتبط بالأرض والأض واللغة والثقافة، فإن للأكراد حق لا يمكن إنكاره في تقرير مصيرهم بطريقة أو بأخرى، وعليه فإن استفتاء الأسبوع الماضي يجب الاحتفاء به لا شجبه، وأي إشارة إلى أن البارزاني مخطئ دحضته نتائج الاستفتاء، حيث صوت 9 من 10 لصالح الاستقلال، وشارك فيه أكثر من 70% ممن يحق لهم الاقتراع”، زاعمة :”الخلافات الطويلة بين حزب بارزاني وحزب جلال طالباني، الحزب المنافس له، وضعت جانبا، وصوت الجميع لصالح الاستقلال، ولا يوجد سوء فهم بين المقترعين حول ما يعنيه التصويت، ولن تعلن كردستان الاستقلال من جديد، لكن بارزاني أكد في مقابلة مع صحيفة (الغارديان) قبل الاستفتاء: (نحن لسنا جزء من العراق، ونرفض أن نكون تابعين)، وتأكد كلامه ووصلت الرسالة إلى بغداد “.
وأكد التقرير :” حكومة بغداد، التي كان لديها الوقت الكافي لتفكر بكيفية التعامل مع الوضع، كان رد فعلها على الاستفتاء غير حكيم، وبدلا من البحث عن خيار منطقي، والبدء في التفاوض مع حكومة إقليم كردستان، بشأن الطريقة التي سيتم فيها التعامل مع التغيرات، استخدم رئيس الوزراء حيدر العبادي، مزيجا من التهديد والوعيد، وكرر العبادي تعهده بإعادة كامل الأرض العراقية وسيطرة بغداد عليها، وهو تهديد لا معنى له، خاصة أن العراق لم يكن قادرا على هزيمة تنظيم الدولة دون دعم دولي، بما فيه الدعم العسكري الكردي”، موردة :” ما هو أكثر خطورة أن العبادي انضم إلى تركيا وإيران، في محاولة فرض حصار على مناطق حكومة إقليم كردستان، وعلق الرحلات الدولية إلى مطارات كردستان، ولم يستبعد العبادي فكرة إرسال قوات لمواجهة سيطرة الأكراد على مدينة كركوك الغنية بالنفط، وأي تحرك من هذا النوع يعني الاعتماد على المليشيات الشيعية الموالية لإيران، وهذا هو مربط الفرس، كما تراه إربيل، فحكومة العبادي الضعيفة، التي يسيطر عليها الشيعة، لا تفعل الكثير دون موافقة إيرانية، وإيران، التي تضطهد الأقلية الكردية في أراضيها، ليست صديقة لحكومة إقليم كردستان، وسيقوم العبادي المفترض أنه حليف للغرب بدعوة إيران لتساعد في حل مشكلة عراقية، وقام وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون، وبطريقة حمقاء، بمنح بغداد وطهران الضوء الأخصر، عندما قال إن الاستفتاء غير قانوني”.
واتهمت الصحيفة الرئيس التركي الطيب رجب أروغان بمحاولة زعزعة هذه الخطوة متهمة إياه بتكوين عصابة تهدف لذلك، إذ أفادت :” يحمل عقلية مثل عقلية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من خلال تحويل وضع سيئ إلى أسوأ، فمنذ انتخابات عام 2015، التي كاد يخسر فيها حكمه بسبب الحزب المؤيد للاكراد، فإنه يقوم بحملة انتقامية ضد الأكراد في جنوب تركيا وفي شمال سوريا”، محذرة :” على العواصم الغربية أن تقلق من هذا التحرك، وكذلك دور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي اتفق مع أردوغان يوم الجمعة، على أهمية منع الأكراد من ارتكاب أخطاء جديدة، وأصبحت شركات النفط الروسية من أكبر المستثمرين في كردستان، ويريد الحفاظ على مصالحها، لكن ما يهمه هو التأثير على المدى الطويل في كل من العراق وسوريا، حيث أصبحت أمريكا عاجزة”.