أكدت صحيفة “هارتس” الإسرائيلية أن دولة الاحتلال تقوم بتمويل جيش ميانمار، الذي يقوم بتصفيات عرقية في حق مسلمي الروهينغا بإقليم أراكان في ظل الصمت الدولي التي يطبق على الجميع.
وقالت الصحيفة ذاتها في مقال لها يحمل عنوان “إسرائيل تسلح مجرمين”، إذ أفادت : “على الرغم من أن الأمم المتحدة تقول إن جيش ميانمار ينفذ التطهير العرقي للأقلية المسلمة في روهينغا، فإن إسرائيل ترفض وقف بيع الأسلحة للجيش في ميانمار، وتفعل ذلك رغم أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة فرضا حظرا على تجارة السلاح مع بورما، الأمر الذي يجعلها الدولة الغربية الوحيدة التي تزود بورما بالسلاح”.
وتابعت المصادر ذاتها :” جيش بورما يواصل حملة التطهير ضد الأقلية المسلمة، والتي تضمنت أعمال قتل وإخفاء واغتصاب وحرق قرى، الأمر الذي أدى إلى فرار أكثر من 400 ألف من أبناء الأقلية إلى بنغلاديش المجاورة”، مواصلة :” استمعت المحكمة الاثنين إلى التماس قدمه نشطاء حقوق الإنسان ضد استمرار بيع الأسلحة إلى ميانمار، لكن المحكمة قالت إنه ليس لديها سلطة بحث مبيعات الأسلحة لأنها مسألة دبلوماسية بحتة، ف ردا على سؤال من عضو الكنيست تمار زاندبيرج، من حزب ميريتس اليساري، حول صادرات الأسلحة إلى ميانمار، قال وزير الحرب أفيغدور ليبرمان: “بشكل عام نحن نتماهى مع العالم المستنير برمته”، قبل أن تستدرك :” ليبرمان يكذب، فليست هذه هي المرة الأولى التي تتخذ فيها إسرائيل هذا المسار من العمل”.
وأكدت “هارتس” :” إسرائيل كذبت عندما دعمت جرائم الحرب في الأرجنتين، متجاهلة الحظر الأمريكي، وكذبت عندما سلحت القوات البوسنية التي ارتكبت المذابح، وتجاهلت الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة، وقامت بتسليح الدكتاتوريات العسكرية في تشيلي والأرجنتين والكونتراس في نيكاراغوا، وهي تسلح قوى الشر في جنوب السودان”، مشيرة :” منذ منتصف القرن العشرين، ارتكبت في أجزاء واسعة من العالم جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب كان يستخدم فيها سلاح إسرائيلي، ناقلة عن عض نشطاء حقوق الانسان قولهم لدى تقديمهم التماس لدى المحمكة : “نحن نأمل ألا يسمح قضاة محكمة العدل العليا لهذا التاريخ الإسرائيلي أن يتكرر في بورما أيضا”.
وختمت هارتس تقريرها بالقول :” كان يجدر بقضاة محكمة العدل العليا بل وأيضا أعضاء الكنيست والحكومة، من اليمين، ومن الوسط ومن اليسار أن يتجندوا لوقف العار الذي تسلح فيه إسرائيل مجرمين ضد الإنسانية”.
ولازال الآلاف من المسلمين الروهينغا المنحدرين من إقليم أراكان يهاجرون نحو الدول المحاذية لميانمار هربا من العصابات البوذية وجيش ميانمار الذي يقوم بحملة تطهير عرقية ضد المسلمين في ظل الصمت الدولي.
وكانت العديد من التقارير الغربية قد تحدثت عن الجرائم التي يقترفها جيش ميانمار في حق المسلمين الروهينغا، في ظل عدم تحرك الدول الكبرى أو الدول العربية، اللهم بعض المساعدات التي أتت من بعض الدول العربية والاسلامية.