قالت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية إن ماليزيا أبدت تخوفها من استفادة تنظيم الدولة داعش من أوضاع المسلمين المأساوية بميانمار، الذي يتعرضون للتصفية من طرف البوذيين.
وأفادت الصحفية :” غلال الاضطهاد الذي يتعرض له مسلمو الروهينغا”، نقلا عن وزير الدفاع الماليزي داتو سيري هشام الدين، الذي حذر من هذه التداعيات على المنطقة.
وواصل التقرير :” الوزير الماليزي حذر من محاولات التنظيم إيجاد موطئ قدم له في المنطقة، وأنه قد يحاول استغلال الأزمة الحالية، ويجند أبناء الأقلية الذين يتعرضون للتعذيب ولا خيار لديهم”، موردا :” لا نستطيع تركهم (الروهينغا) يائسين ومحتاجين؛ لأنهم لو كانوا كذلك وتحولوا نحو هذه الجماعات فإن دول المنطقة ستدفع الثمن”.
وأكد التقرير البريطاني :” تحذيرات الوزير الماليزي جاءت في وقت واصل فيه اللاجئون الروهينغا الفرار من القمع الوحشي الذي يقوم به الجيش البورمي، الذي اتهمته منظمات حقوق الإنسان بحرق القرى، وقتل آلاف المدنيين، مشيرة إلى أن عدد اللاجئين الذين فروا نحو الحدود مع بنغلاديش خلال الأسابيع الماضية قدر بحوالي 370 ألفا، حيث احتموا في مخيمات بائسة”، مفيدا :” مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة طارئة، بناء على طلب من السويد وبريطانيا، بعد حديث المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة عن عمليات “تطهير عرقي” جارية في بورما”.
ونوهت الصحيفة :” ماليزيا، التي استقبلت أكثر من 100 ألف لاجئ من الروهينغا في الماضي، وعرضت استقبال المزيد، تحذر من استغلال الجماعات الجهادية لمأساة الروهينغا ومحاولة استخدامهم للتعبئة، ماليزيا تعيش حالة من الترقب بعد قيام مئات من المقاتلين المرتبطين بتنظيم الدولة احتلال ماراوي في جنوب الفلبين، حيث تعهد البلدان مع أندونيسيا بزيادة الدوريات للبحث عن المتطرفين”.
وأشارت “ديلي تيليغراف” :”حسب المركز البحثي الماليزي “إيمان”، فإن الجهاديين الماليزيين يقومون بمحاولات لتجنيد الروهينغا الذين فروا إلى ماليزيا في أكتوبر، وأرسلوهم إلى الفلبين”، مبينة :” رئيس الوزراء الماليزي تحدث في يناير أمام منظمة التعاون الإسلامي، قائلا إن العنف ضد الروهينغا يؤدي إلى تدفق اللاجئين، محذرا من محاولة الجهاديين اختراقهم في حال استمر العنف”.
نقلت الصحيفة عن خان ميدين المسؤول البارز في مجال مكافحة الإرهاب، تحذيره من أن المتطرفين ركزوا نظرهم على بورما، إذ تم توقيف شخص كان يهدد للسفر إلى هناك لتنفيذ أعمال انتقامية، لتشير :” رئيسة الوزراء البنغلاديشية الشيخة حسينة تجولت في مخيمات اللاجئين، وطالبت بورما بإعادة مئات الآلاف من مسلمي الروهينغا إلى بلادهم، ونقلت عنها هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، قولها: “رسالتي واضحة، عليهم التعامل مع هذا الأمر، والتركيز على الجانب الإنساني”.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول :” لأن هؤلاء الناس أبرياء، الأطفال والنساء، وهم يعانون، وهم ينتمون إلى ميانمار ويعيشون هناك منذ مئات السنين، فكيف ينكرون أنهم مواطنون هناك؟”، متحدثة عن مسلمين الروهينجا من اقليم ميانمار.