كشف موقع “ميديل إيست آي” البريطاني عن معطيات خطيرة، حول تورط شركة بريطانية في المشاركة في مخططات تنظيم الدولة المعروف بداعش، وذلك بدعمه لنقل الأموال وشراء المعدات داخل أوروبا.
وقالت الصحفية في تقريرها :” تم الكشف عن تورط شركة يقع مقرها في مقاطعة ويلز، متخصصة في تطوير برمجيات الإنترنت الخاصة بمطاعم الوجبات السريعة، أثناء تحقيق أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي حول مخطط معقد كان تنظيم الدولة يعد له من أجل تمويل هجمات فوق الأراضي الأمريكية وإحضار تجهيزات لمعاقله في الشرق الأوسط”، مضيفة :” المسؤولون الأمنيين الأمريكيين حذروا من أن هذا المخطط، الذي تم الكشف عن تفاصيله في وثائق جديدة نشرها مكتب التحقيقات الفيدرالي، يظهر كيف أن تنظيم الدولة يعمل بكل جدية من أجل تطوير شبكته العالمية”.
وتابع الموقع :” الوثائق المنشورة تظهر الرابط بين مسلمين بريطانيين، يتحدرون من بنغلاديش ويعملون في ويلز، وعملية نقل تمويلات نحو الولايات المتحدة، وشراء معدات عسكرية للاستهداف الجوي، وأنظمة مكافحة تجسس تم إرسالها للشرق الأوسط، وبحسب هذه المعلومات، فإن هذا المخطط انتهى بهجوم عبر طائرة دون طيار وقعت في سوريا، علما بأنه قد تم القبض على المشاركين في هذا المخطط في ضواحي واشنطن، وجنوب ويلز، والعاصمة البنغالية داكا”، مذكرا :” هذه القضية طفت على السطح خلال هذا الأسبوع، بعد أن اعترف محمد الشناوي، وهو الأمريكي الذي اعتقل سنة 2015، بتهمة مساندة تنظيم الدولة، وبأنه تسلم مبلغا قدر بتسعة آلاف دولار من “إيباكستال” للإلكترونيات، من أجل تمويل هجوم إرهابي في الولآت المتحدة”.
وأكد “ميدل إيست آي” :'” الشناوي تظاهر بأنه يقوم بشراء آلات طباعة من شركة “إيباكستال” عبر موقع إيباي للتسوق، وذلك كغطاء للحصول على المبالغ عبر خدمة الدفع “بايبال”. وحسب هذه الوثائق المنشورة، التي تم تجميعها في المحكمة الفيدرالية في بالتيمور، فإن الشناوي هو جزء من شبكة دولية تمتد من بنغلادش إلى مكاتب شركة “إيباكستال” في كارديف. وقد قاد هذه الشبكة مسؤول بارز في تنظيم الدولة في سوريا تعرض للتصفية لاحقا، يدعى سيف الحق سوجان”، متابعا :” سيف الحق سوجان هو خبير كمبيوتر درس في بريطانيا ويتحدر من بنغلادش، وهو من قام، برفقة شقيقه، بتأسيس شركة إيباكستال وعدد من الشركات المرتبطة بها، قبل السفر إلى سوريا ليصبح أحد أبرز خبراء المعلوماتية في تنظيم الدولة، وكل من سيف الحق سوجان، وشقيقه عطاء الحق البالغ من العمر 34 سنة، ومدير الشركة عبد الصمد، وعمره 26 سنة، ظهرت بشكل متكرر في وثائق تحقيق “إف بي آي”.
ونقل التقرير عن أنطوني غليز، مدير مركز الدراسات الأمنية والاستخباراتية في جامعة باكينغهام تعليقا قال فيه :” هذه القضية مثيرة للقلق، وهي تؤكد ما ذهب إليه مدير المخابرات البريطانية، جوناثان إيفانس، الذي أكد مؤخرا أن المعركة ضد تنظيم الدولة والجماعات المشابهة له هي مشكلة جيل كامل، وستستمر لمدة 20 أو 30 سنة”، مختتما بالتأكيد :” قضية سيف الحق مثيرة للاهتمام لأنه في النهاية مواطن بريطاني، درس في الجامعة البريطانية ثم تحول إلى خبير في الأنظمة المعلوماتية، قبل أن يلتحق بتنظيم الدولة”، مضيفا: “على الرغم من أن هذا الشخص فارق الحياة، إلا أنه يجسد الهدف النموذجي الذي يسعى تنظيم الدولة لاستقطابه، وهو النوع الذي يحتاج إليه ليتطور ويحافظ على بقائه بعد تدمير وجوده المنظم في معاقله في الشرق الأوسط”.