اعتبرت وسائل اعلامية اسرائيلية أن أوروبا تعيش اختبارا صعبا بعد الهجمات التي أصبحت تعيشها من طرف تنظيم الدولة داعش، والتي كان آخرها هجوم مدينة برشلونة الاسبانية، والذي سبب في مقتل وجرح العشرات.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العربية : لأوروبا خيارين لا ثالث لهما، لأنهاء مسرحية رعب داعش في أوروبا، الأول هو نهاية التنظيم نفسه، والثاني “نهاية الديمقراطية”.
وتابعت الصحيفة في مقال لها :” تحقيق الخيار الأول، يأتي بعد جهد استخباري ووقائي طويل ومعقد، يترافق وسياقات اجتماعية وثقافية بعيدة الأثر، حيث ينجح الأوروبيون من خلالها في لفظ الأعشاب الضارة”، مضيفة :” أما الخيار الثاني، فيتحقق عندما “يفشل الأوروبيون، وتستبدل الأنظمة الديمقراطية من قبل جمهور يخشى على مستقبله ويطالب باستعادة القانون والنظام فورا”، مضيفة أن “الأمل في السيناريو الأول، وهذا يتطلب الاستعداد والعمل”.
وأشارت “يديعوت أحرنوت” :”الأمن والديمقراطية مرتبطان ارتباطا وثيقا، ولكن هذا ليس تعلقا متبادلا، فالأمن لا يحتاج إلى الديمقراطية، بينما الديمقراطية تحتاج للأمن؛ وهو بالنسبة لها كالهواء للإنسان”، مؤكدة :” لا توجد الكثير من القوانين التاريخية، ولكن هذا واحد منها؛ يمكن العيش بأمن وازدهار بلا نظام ديمقراطي، ولكن لا يمكن العيش بنظام ديمقراطي بلا أمن، وهذا لم يحصل في أي مكان ولن يحصل”.
وواصل المقال :” هناك لحظات أزمة وجودية في حياة الديمقراطية يضطر فيها المواطنون للاختيار بين الاثنين، أو التنازل عن الواحد مقابل الآخر، وأوروبا تتقدم نحو نقطة اللاعودة تلك”، معتبرة أن “معظم الديمقراطيات في العالم اليوم، وحتى الأكثر ازدهارا، اجتازت مسارا مشابها”، معلقة :” وبشكل واضح تنسب الصحفية إنجاز تحقيق النظام والاستقرار لأنظمة عسكرية، فتقول: “على واقع الفوضى السياسية والتهديدات الخارجية والحروب الأهلية والخراب الاقتصادي؛ قامت أنظمة عسكرية مطلقة الحكم مع تفويض واضح بإعادة النظام (..) أما الديمقراطية فجاءت بعد ذلك بكثير، بفضل الاستقرار الذي حققته الدول”.
واستدعت الصحيفة نموذج هوليود في هذه المسألة بالقول :” صورة هوليوودية في هذه المقاربة، “إذ تأتي مرحلة يتغلب فيها البقاء على القيم، والسكان التواقون للقليل من الهدوء يقترحون كل شيء على صاحب المسدس الأسرع في إطلاق النار لينقذهم من العصابات التي تفرض الرعب في القرية”، مختتمة :” الدكتاتوريات لم تقم بسبب الأشخاص الشريرين بل بسبب الأشخاص الخائفين الذين يعيشون في باريس، بروكسل، برلين، لندن وفي برشلونه أيضا”.
من جهته قال يوسي بيلين وزير القضاء الإسرائيلي في مقال له بصحيفة “إسرائيل اليوم” :”الوقوف في وجه هذا الشر يتطلب التنسيق الدولي، وتبادل المعلومات واستخدام التكنولوجيا الذكية”، مؤكدا أنه “لا بديل عن التعاون الوثيق بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية في مجالات الاستخبارات والوقاية”، مبينا :” الهجمات الأخيرة في أوروبا تبين أن منظمة داعش أبعد ما تكون عن الهزيمة، وأن النصر البري على الدولة الإسلامية لا يكفي لهزم الفكرة التي تقوم عليها”.