يبو أن العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا لا تمر بأحسن حالاتها، رغم البداية التي كانت تشير أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيكون خير مساند لروسيا بوتين، لتقارب أفكارهما وأهدافهما.
صحيفة “واشنطن بوست” وفي افتتاحيتها لعدد ليوم الثلاثاء قال إن العلاقة بين البيت الأبيض والكراملين هبطت وبشكل كبير إلى أدنى مستوياتها، بعد أن بدأ كل طرف اتخاذ قرارت انتقامية ضد الطرف الآخر، معتبرة أنه بعد 25 سنة من نهاية الحرب الباردة.
وقالت الصحيفة :” التوتر الحالي لم يحصل لأن الولايات المتحدة تريد تطبيع العلاقات مع عدوتها القديمة، وما حدث هو رد على خيارات سيئة قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث تم اتخاذ هذه الخيارات بشكل مقصود في موسكو، وربما ارتبطت بسياسة بوتين المحلية والخارجية، وهي السبب للتوتر الحالي”، مضيفة :” ضم بوتين لشبه جزيرة القرم، وبعد ذلك دعمه للتمرد في جنوب شرق أوكرانيا عام 2014، “بشكل انتهك فيه الأعراف كلها في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وقام انتهاك سيادة دولة مستقلة”.
وأفادت “الواشنطن بوست”: الحرب في إقليم دونباس الأوكراني كانت تحركا تكتيكيا من بوتين؛ ليثير حالة من عدم الاستقرار في أوكرانيا، بعدما هرب حليفه فيكتور يانوكوفيتش من قصره، عندما واجه مظاهرات عارمة، ورفض بوتين قرار حكومة كييف توقيع معاهدة مع الاتحاد الأوروبي، لكن أوكرانيا ليست دويلة تابعة لروسيا، وزعم بوتين أنها جزء من مجال التأثير الروسي لا يمكن الحفاظ عليه، ومن هنا كانت العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ردا على نزعة استخدام العنف والاستفزاز والإكراه”، لافتة :” “اختيارا مقصودا، ولم يقم على فهم جيد، هو التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، في محاولة لتدمير حظوظ وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، وحرف الميزان باتجاه مرشح الجمهوريين دونالد ترامب، نعرف أن بوتين استشاط غضبا حول تصريحات كلينتون الواضحة بشأن حرية التعبير، وذلك في الفترة ما بين عام 2011/ 2013 أثناء الاحتجاجات ضده، لكنه كان مخطئا حين اعتقد أن الولايات المتحدة قامت بالوقوف وراء الاحتجاجات”، مؤكدة :” بوتين ومساعديه ينفون بطريقة سمجة تدخلهم في الانتخابات الأمريكية، لكنهم يعرفون بالتأكيد ماذا حدث بالضبط وكيف، ولم تأت العقوبات التي فرضها الرئيس باراك أوباما في ديسمبر الماضي، وشدد عليها الكونغرس من لا شيء، فهي الرد المنطقي لمحاولات بوتين التدخل في الديمقراطية الأمريكية”.
وتساءلت “الواشنطن بوست” حول استفادة روسيا من هذه القرارات، لتجيب :” بوتين يتصرف وكأن روسيا تمشي بقامة عالية، وربما شعر في لعبته التي لا يتنازل فيها بالرضا عما أصاب السياسة الأمريكية من فوضى، إلا أن أساليبه ارتدت سلبا في الولايات المتحدة وأوكرانيا، وكلفت الاقتصاد الروسي”، مختتمة افتتاحيتها بـ :”لقد اعتقدنا منذ وقت طويل أن العلاقة الأمريكية الروسية مهمة لتجنب الحسابات الخاطئة، ولا يزال من المهم لكل من واشنطن وموسكو الاستمرار في الحديث، ويجب على بوتين ألا يتوقع من الغرب أن ينسى أو يغفر فجأة خياراته، وسيكون حكيما لو فهم مصدر المشكلة الأساسي، بدلا من الجلوس ومحاولة التخطيط للمؤامرة القادمة”.