نشرت صحيفة “نيوزويك” الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة الأمريكية لبقاء إسرائيل في المنطقة، متطرقة لنقطة “كم من الوقت قد تعيش إسرائيل دون أمريكا” ؟
وقالت الصحيفة الأمريكية:”إن واشنطن عادة ما تكون المحطة الأولى والأخيرة، لمحاولة التصدي للتحديات التي تواجهها إسرائيل، أمريكا هي كل شيء فيما يخص جميع القرارات السياسية المتصلة بالأمن القومي الإسرائيلي، في محافل صنع القراروبعد أربعة عقود من هذه “العلاقة الخاصة”، كان ثمن الشراكة الرائعة خسارة كبيرة لاستقلال القرار الإسرائيلي”، مضيفة :”أصبح اعتماد إسرائيل على الولايات المتحدة عميقا، لدرجة أنه من المشكوك فيه ما إذا كان بإمكان إسرائيل البقاء حتى اليوم دون مساعدة أمريكا،بالنسبة للأمريكيين والإسرائيليين على حد سواء، فإن هذا الكلام مثير للجدل. إلا أن الكثير من الأمريكيين ينتقدون ما يرونه تجاهلا من الإسرائيليين لتفضيلات السياسة الأمريكية، رغم العلاقة الجيدة التي تقدمها أمريكا، إلى جانب تقديمها المساعدات الضخمة لإسرائيل”.
وأكد التقرير الأمريكي :”إن إسرائيل، لا ترغب في أن تعتمد على قوة أجنبية أخرى، حتى ولو كانت صديقة جيدة مثل الولايات المتحدة، وهي ترى أن حريتها تكون في اتخاذ القرار المستقل،إلا أن مجموع المساعدات الأمريكية لإسرائيل منذ قيامها في عام 1949 حتى عام 2016، تبلغ حوالي 125 مليار دولار، وهو مبلغ ضخم، ما يجعل إسرائيل أكبر المستفيدين من المساعدات الأمريكية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية”، متابعة :”وبحلول نهاية العشر سنوات من المعونة العسكرية التي تم الاتفاق عليها مؤخرا للفترة 2019ء28، فإن الرقم الإجمالي سيكون 170 مليار دولار تقريبا،وشكلت المساعدات الأمريكية في السنوات الأخيرة نحو 3 في المئة من إجمالي الميزانية الوطنية لإسرائيل، و1 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي”.
وتطرقت الصحيفة لمساعدات الكبيرة التي تقدما بلاد العم سام لإسرائيل، معلقة :”العمل على إنهاء تلقي المساعدات الأمريكية سيتطلب قدرا كبيرا الحزم لدى الإسرائيليين وتخفيضات مؤلمة في ميزانيتهم المثقلة أصلا بالاحتياجات المحلية، مثل الصحة والتعليم، ما من شأنه أن يسبب توترات اجتماعية، بيد أن هذا الأمر لن يشكل تحديا يصعب التغلب عليه بالنسبة للاقتصاد الوطني الإسرائيلي”، مستدركة :”إنما سيكون التأثير الحقيقي على ميزانية وزارة الدفاع الإسرائيلية،ففي السنوات الأخيرة، شكلت المعونة الأمريكية حوالي 20 في المئة من إجمالي ميزانية الدفاع الإسرائيلي (التي تشمل المعاشات التقاعدية والرعاية والتعويض عن المحاربين القدامى والأرامل)، أو 40 في المئة من ميزانية الجيش الإسرائيلي،وبالتالي، فإن إنهاء المساعدات الأمريكية سيكون لها أثر مدمر على وضع الدفاع الإسرائيلي، ما لم تقوم إسرائيل بإعادة ترتيب الأولوياتها الوطنية”.
وتابعت “نيوزويك” :”كان الدعم الأمريكي البارز لإسرائيل في حرب لبنان 2006، في أول مواجهة عسكرية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، إذ لم تواجه فيه إسرائيل قيودا دبلوماسية بسبب أمريكا، وتقوم الولايات المتحدة وإسرائيل بإجراء حوار وتخطيط استراتيجيين على نحو غير عادي ومكثف بشكل غير عادي، وفيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني على وجه الخصوص، شارك البلدان في حوار استراتيجي واسع النطاق لم يسبق له مثيل منذ نحو 20 عاما”، مؤكدة :” بالإضافة إلى حوارهما بالقضايا الأخرى، في جملة أمور، أبرزها الملف العراقي والسوري والليبي، وأسلحة الدمار الشامل، والوضع في سوريا وحزب الله وحماس، والقضية الفلسطينية، وأكثر من ذلك بكثير، والتعاون الاستخباري، أمر بالغ الأهمية بالنسبة لإسرائيل، وهو مفيد للولايات المتحدة أيضا بشكل كبير، واستخدمت الولايات المتحدة نفوذها الدبلوماسي في مجموعة متنوعة من الملفات في المحافل الدولية لحماية إسرائيل، من مجموعة لا حصر لها من القرارات التي تضرها، المتصلة بعملية السلام، وقدراتها النووية المزعومة”.