قامت صحيفة “واشنطن بوست” بنشر مقال تحليلي اعتبر أن الخاسرين الكبار بسبب سياسية الولايات المتحدة الأمريكية الجديدة هم ألمانيا والمكسيك وكوريا الجنوبية بعد خمس أشهر فقط من تولي دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي الجديد للإدارة خلفا لباراك أوباما.
وقالت الصحيفة :””قد تكون هذه الدول الحليفة الأقرب لأمريكا، إلا أن ترامب أوضح خلال حملته أنه يعدها دولا مستغلة، وتسخر من أمريكا وراء ظهرها”، مستدركة :”المفاجئ هو أن أكبر الرابحين إلى الآن ليست روسيا أو إسرائيل لكن بلدين قضى ترامب عقودا وهو يذمهما: الصين والسعودية، فإلى الآن حصلت الدولة الآسيوية العظمى، وأكثر الأتوقراطيات تخلفا في الشرق الأوسط، على كل ما تريده من البيت الأبيض، بما في ذلك دعم غير مشروط من الرئيس”.
وأشارت “الواشنطن بوست” :”الصين، التي طالما هاجمها ترامب، بأنها تغش في تجارتها، وقال إنه سيقاطعها في أول يوم له في الرئاسة، لم تشهد أيا من ذلك، وبدلا من ذلك مدح ترامب الرئيس الصيني شي جين بينغ، بصفته شخصا استطاع أن يحقق معه (تقدما هائلا) في صياغة علاقة تعاونية، ووعد ترامب بألا يصف حكومة جين بينغ بالتلاعب بالعملة، ليس ذلك فقط، بل منع البنتاغون من تحدي حملة بكين العدوانية لتقوية سيطرتها على بحر جنوب الصين”، لافتة إلى أن :”السعودية كانت هدفا لترامب منذ عام 1987، عندما نشر إعلانات بحجم صفحة في إحدى الصحف، متهما السعودية بـ”استغلال الولايات المتحدة”، والمطالبة بأن “تدفع مقابل الحماية” التي توفرها واشنطن، مستدركا بأنه منذ زيارة المملكة الشهر الماضي، تحول موقف الرئيس الجديد لدعم العائلة المالكة، ما جعلها تشعر بأنها منحت من السلطة ما دفعها لإعلان مقاطعة دبلوماسية وعسكرية ضد الجارة قطر، التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط.”.
وأفاد التقرير :”يمكن القول إن هناك حجة منطقية خلف تغيير المواقف، حيث يقول ترامب إن التحول في توجهاته نحو الصين هو على أمل أن تؤدي الأخيرة دورا في إيقاف كوريا الشمالية من تكديس الأسلحة النووية، ويمكن وصف الوقوف مع السعودية بأنه جزء من حملة أكبر، تهدف للحد من العدوان الإيراني في الشرق الأوسط، وربما مساعدة إسرائيل في التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين”، مؤكدا :”من الممكن السعي للحصول على مساعدة بكين في موضوع كوريا الشمالية، أو مساعدة السعودية في قضية إيران، دون احتضان النظامين، وتقديم تفويض مطلق للسير في أجندتيهما، الأمر الذي يضر بمصالح أمريكا الاستراتيجية، وكان رؤساء أمريكا السابقون يحاولون موازنة الأمور، وما يميز ترامب هو سياسته تجاه الحكومات الأجنبية القائمة على أسود أو أبيض: فهو إما يحبهم أو لا يحبهم”.
وعلقت الصحيفة الأمريكية الشهيرة :”ربما يكون الحال أن التمييز يقوم على كون الرئيس يتصور أن يكون النظام المعني ينظر إليه بعين الاحترام أم لا، فالأنظمة التي تبدو ناقدة، أو تضع شروطا، مثل المكسيك وألمانيا، فهذه مطرودة، والتي تعلق صوره في عواصمها، ويرقص أبناؤها بالسيف حفاوة به، مثل السعودية، فهؤلاء مقبولون”، مبينة :””الصين تحت حكم جين بينغ، لم تكن تلك البلد المنفتحة، لكنه كان مستعدا لأن يتقرب من ترامب بالقيام بزيارة له في منتجعه في مارالاغو، وقامت حكومته بمنح ترامب عشرات العلامات التجارية القيمة منذ تنصيبه، ومجموعة من العلامات التجارية لشركة الأزياء التي تملكها إيفانكا ترامب في يوم اللقاء ذاته”.
وعن الطريقة التي وصلت بها كل من المملكة العربية السعودية والصين إلى مكتسابتها الديبلوماسية الحالية، أفادت الصحيفة :””الصين والسعودية ركزتا في دبلوماسيتهما على عائلة ترامب، وكلاهما استخدما المدخل الرئيسي عن طريق زوج ابنة ترامب جاريد كوشنر، الذي تصل سذاجته في العلاقات الخارجية إلى مستوى طموحاته ذاته، وكما ذكر تقرير لزميلي جوش روجين، فإن هنري كيسنجر فتح قناة اتصال خلفية بين كوشنر وبكين قبل قمة مار – إي – لاغو، التي استثنيت منها ذراع الصين في الحكومة الأمريكية”، كاشفة :””هناك قناة شبيهة بين كوشنر ونائب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي ظهر بصفته شخصية بارزة في النظام الذي يتزعمه والده، وقبل زيارة ترامب للرياض، وضع الاثنان خطة ءلم تتحقق بعدء لإنشاء (ناتو عربي)، بمساعدة أسلحة بعشرات مليارات الدولارات؛ للوقوف في وجه إيران، القاسم المشترك في تلك الصفقات الودية كان إغواء كل من جين بينغ وسلمان للرئيس نفسه، التي كانت، بحسب كلام ترامب، سهلة جدا، فبحسب ما قاله الرئيس فإنه بعد عشر دقائق من شرح جين بينغ للوضع في كوريا الشمالية (أدركت أنه ليس من السهل) للصين أن تفعل شيئا، وعندما تحدث عن وقف الإرهاب في الرياض كان السعوديون يشيرون إلى قطر، التي بينها وبينهم عداء على قضايا أخرى، بحسب ما غرد ترامب.. وصدّق ترامب كلامهم”.