كما كان متوقعا، طغى موضوع القصور الأمني على فعاليات الألعاب الأولمبية المقامة حاليا بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، حيث عبر العديد من المشاركين والصحفيين المبعوثين لتغطية هذا الحدث الضخم عن تخوفهم الكبير من سوء الوضع الأمني وانتشار السرقات والاعتداءات على رواد القرية الأولمبية.
آخر الحوادث المسجلة كانت هجوما مساء الثلاثاء الماضي على حافلة لنقل الإعلاميين في صالون” ديودورو “، هجوما خلف حصيلة هي إصابة ثلاثة أشخاص، أما عن كيفية الهجوم فإن السلطات البرازيلية قالت أن هذا الهجوم تم عن طريق رمي حجارة على الحافلة من الخارج في حين نشرت وسائل إعلام عالمية تقارير تقول أن ما وقع هو هجوم عن طريق ” طلق ناري ” مستندة في روايتها على بعض الشهود المعانين للحادثة.
أما عن الحوادث الأخرى فقد شهدت المناطق الأخرى التي تقام فيها الألعاب والمناطق المجاورة لها انتشار ظاهرة السرقة بشكل كبير مع العثور على العديد من الطرود المشبوهة رغم تجنيد السلطات البرازيلية لعدد من الجنود المسلحين يجوبون هذه المناطق على مدار الساعة بالإضافة إلى المروحيات المنتشرة في كل مكان.
أما المركز الإعلامي فكان كان أحد أبرز المناطق التي شهدت سرقات كثيرة لكاميرات وعدسات غالية الثمن ومحافظ نقود، صحفيون برازيليون اعتبروا أن الأزمة الاقتصادية والفقر الشديد سبب رئيسي في كل ما يحدث أمنيا في البرازيل، ذات المصادر قالت إن البرازيل اعتمدت على عدد من الشباب من ذوي التعليم المنخفض والذين يعيشون تحت عتبة الفقر سواء بأجور هزيلة أو عن طريق التطوع من اجل العمل في القرية الأولمبية وهو ما يجعلهم يحاولون اصطياد رزقهم عن طريق ” السرقات ” للأشياء الثمينة.
ماريا بيا بلتران المحررة في الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية قالت لوكالة الأناضول أنه يجب على السلطات البرازيلية الرفع من إجراء اتها الأمنية لتأمين افضل للأولمبياد، معتبرة أن الوضع الأمني والتأمين أقل بكثير من مستوى التأمين خلال دورة الألعاب الشتوية التي أقيمت في مدينة سوتشي الروسية سنة 2014 حسب ما عاينت خلال التغطية.
وقالت الصحفية الرياضية أنها كانت قد فقدت بطاقتها التعريفية في الأيام الأولى للدورة، ومع ذلك تمكنت من ركوب الحافلة من وسط المدينة حتى دخلت إلى قلب القرية الأولمبية دون أن تتعرض لأدنى مراقبة، وهو ما يجعل كل شخص كيفما كان قادر على دخول القرية، وهو ما يمثل خطرا كبيرا على أمن الإعلاميين والصحفيين والعاملين في القرية الأولمبية.
من جهته اعتبر جورج روجاس صحفي بجريدة ” ميامي هيرلاند ” الأمريكية أنه هو شخصيا يفتقد للأمان خلال تغطيته للألعاب الأولمبية معتبرا أنه لا يمكن القول أنه يتم حماية شخص هنا ” بالكامل “.
وأضاف الصحفي الأمريكي أن المواطنين يدفعون ثمن الوضع الاقتصادي السيئ جدا مع ارتفاع معدلات الجريمة حيث قال في نفس السياق : ” أظن أن اللجنة الأولمبية الدولية ترغب في إعادة تقييم قرارها بإقامة الدولة الحالية بالبرازيل “.