بدأت الدول الأوروبية محاولة جديدة في احتواء الهجمات الإرهابية التي أوجعت القارة العجوز وذلك عبر فرض الرقابة على المساجد خصوصا مسألة التمويل الخارجي التي بدأت تحوم حول مصادرها وأهدافها.
رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أعلن وقوف فرنسا في وجه التمويلات الأجنبية للمساجد الفرنسية وذلك لمدة تقارب عدة سنوات، لتكون تلك الخطوة بمثابة دفاع وقائي من فالس الذي كان ولازال المتهم الأول في التقصير الأمني كلما تم القيام بعملية إرهابية داخل التراب الفرنسي خصوصا من طرف الجبهة الوطنية ( اليمين المتطرف ) والتي تطالب في كل مرة بطرد المسلمين من فرنسا على اعتبار أنهم هم المتهمون الأساسيون في هذه الحوادث.
فرنسا لم تكن البلد الأولى التي تقوم بهذه الخطوة، فقد أعلنت إيطاليا في وقت سابق وقف التمويل الخارجي للمساجد، وذلك عبر تشكيل وحدة أمنية جديدة لمراقبة تدفق الأموال من البلدان الإسلامية على المساجد بتعاون مع العديد من الدول من بينها الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي ” لـتجفيف منابع الإرهاب “.
أنرياس شوير الأمين العام للحزب المسيحي الاجتماعي الألماني طالب بدوره بتبني قانون يهدف إلى منع التمويل الخارجي للمساجد ومصليات البلاد خصوصا التمويلات القادمة من تركيا والمملكة العربية السعودية، مع التشديد على ضرورة تأطير الأئمة وتعليمهم بألمانيا من أجل مشاطرة قيم البلاد.
هذا ويعتبر محللون أن الهدف من هذا الحد من التمويل هو للسيطرة أساسا على الفكر الديني الاسلامي بالدول الغربية حيث تفضل هذه الدول الفكر الصوفي أو على الأقل ” الفكر المعتدل ” كما تسميه وسائل الإعلام على الفكر السلفي الجهادي حسب وسائل إعلام محلية، ففي فرنسا على سبيل المثال لا الحصر قامت الدولة بإغلاق عشرات المساجد يقوم عليها عدد من ” السلفيين ” حتى وإن كانوا يؤكدون عدم انتمائهم للتيار الجهادي.
وتعيش أوروبا حاليا على وقع صعود اليمين المتطرف بعد تكاثر الهجمات المستهدفة لها، حيث يتوقع متابعون أن يصبح الأمر أصعب بكثير من ما هو عليه حاليا حيث أصبحت هنالك مطالب بشكل كبير بترحيل العرب والمسلمين إلى بلدانهم على اعتبار أنهم نواة الإرهاب الذي يضرب المنطقة.
وفي فرنسا خصوصا بدأت هنالك تخوفات حقيقية من صعود تيار مارين لوبين اليميني المتطرف الذي بدأ يحصد شعبية كبيرة حيث يعد أحد أهم المستفيدين من جميع التهديدات الإرهابية التي تضرب البلاد، حيث يتوقع المحللون السياسيون أن صعود الجبهة الوطنية أصبح مسألة وقت سواء في هذه الانتخابات الرئاسية أو في الانتخابات الرئاسية التي تليها، تماما كما هو الأمر بالنسبة لدونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري الأمريكي أحد أكبر المعادين للعرب والمسلمين.
وكانت بعض الدول الأوروبية قد بدأت بالفعل عقد عدة شراكات مع دول مغاربية