قامت صحيفة “فايننشال تايمز” بالحديث عن الهجوم الإرهابي الذي وقع بمدينة مانشتستر، والذي تسبب في وفاة 22 شخص وجرح العشرات، ما اعتبر جريمة بشعة تم ارتكابها ضد الأبرياء.
وقالت الافتتاحية :” تم تفجير عبوة ناسفة محضرة يدويا في قاعة مانشستر أرينا يوم الاثنين، مع انتهاء حفل للمغنية الأمريكية آريانا غراندي، لافتة إلى أن الهجمات الإرهابية كلها أعمال وحشية متعمدة، لكن هذا الهجوم تميز بأنه استهدف الشباب، وكما قال عمدة المدينة آندي بيرنهام: “هذا فعل شرير””، مضيفة :” لا تزال تفاصيل الهجوم والأسباب التي أدت إليه غامضة، حيث أعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن الهجوم، لكن يبدو أنه فعل انتحاري فردي قصد قتل الأطفال والمراهقين والعائلات بشكل عشوائي، ولا يمكن فهم الانحراف الذي يؤدي إلى ذلك؛ فيصبح الغضب واليأس رد فعل طبيعيا”.
وتابعت الصحيفة :” ما يدعو للأسف هو أن هذه الهجمات الإرهابية أصبحت حقيقة حياتية في البلدان الغربية، فقبل عام ونيف عانت بروكسل من هجوم في المطار والمترو، بالإضافة إلى أنه وقع هجوم على احتفالات يوم الباستيل في نيس، وآخر في سوق أثناء احتفالات عيد الميلاد في برلين، وهجوم على ملهى ليلي في أورلاندو، وتلك الأفعال المختلفة في شكلها كلها تشترك في هدف واحد: إثارة الرعب والغضب؛ لزعزعة قيم الديمقراطية الليبرالية”، مستطردة :” “هجوم مانشستر جاء في وقت حساس في المملكة المتحدة، وسط حملة انتخابات عامة، حيث تحتل قضية الأمن مكانة مهمة، فهناك ما يذكر بقتل الجندي لي ريغبي في جنوب شرق لندن، الذي وقع قبل أربعة أعوام بالضبط، ثم هناك هجمة الذئب المنفرد التي وقعت في ويستمنستر، وكان موقف السياسيين البريطانيين هو الموقف الصحيح: تم تعليق الحملات الانتخابية للفترة المتبقية، ودعا الزعماء السياسيون للوحدة بعد الهجوم، فرئيسة الوزراء تيريزا ماي، وزعيم المعارضة جيرمي كوربين، وبيرنهام أصابوا عندما دعوا إلى الهدوء”.
وأفادت ذات الصحيفة :” الأسئلة ستطرح كالعادة، عما إذا كان من الممكن منع وقوع الهجوم، وإن كان بإمكان الشرطة والأمن فعل المزيد، فكل هجوم يمنحنا دروسا إضافية حول ما يمكن فعله لحماية المواطنين، لكن قوات الأمن البريطانية تقوم بمهمتها على أكمل وجه، فهي تواجه المهمة شبه المستحيلة في المتابعة اليومية لآلاف الأشخاص الذين لديهم خطط مختلفة، وتحركهم محفزات مختلفة بإمكانيات محدودة، وهجوم مانشستر هو الأسوأ منذ 12 عاما، وهذا دليل على مهنيتهم ويقظتهم، ومن المستحيل اعتراض كل تهديد، وعلى المواطنين أن يتقبلوا حقيقة أننا نعيش في عالم غير آمن”، مشيرة : “الرد الوحيد المناسب للإرهاب هو العزم الجماعي، لا يمكن أن ننسى هذه الهجمات، لكن علينا ألا نسمح لها بأن تغير من أسلوب حياتنا، وتعتمد المجتمعات الديمقراطية على الحوار العام المفتوح، ويدرك البريطانيون أنه في العالم الحديث هناك مقايضات بين الحرية والأمن، وبين الحق في الخصوصية والحاجة لحماية الشعب، ويجب على السياسيين ألا يخافوا من وضع الشعب أمام هذه الخيارات الصعبة”.