كتبت صحيفة الغارديان البريطانية في افتتاحيتها عن وضعية المسلمين في الهند الذين يعيشون كأقلية في البلاد، حيث يطلب منهم الصمت بناء على رغبته الأغلبية وإلا تعرضوا للقتل والتشريد، وهو ما جعلهم ينعزلون عن الحياة العامة.
وقالت الصحيفة البريطانية :” العالم تنفس الصعداء الأسبوع الماضي عندما تمت هزيمة الشعبوي المعادي للإسلام غيرت ويلدرز في الانتخابات الهولندية، وفشل حزبه في أن يصبح أكبر الأحزاب الهولندية التي يسمح لها بتشكيل الحكومة”، مضيفة :” لم نكد نرتاح من التعصب إلا وجاءت الأخبار يوم الأحد بأن متطرفا معاديا للمسلمين وصل إلى السلطة في أكبر الانتخابات التي تعقد حتى الآن في هذا العام”.
وتابعت الصحيفة :” ولاية أتر برديش في الهند، التي يبلغ عدد سكانها 200 مليون نسمة، ليست بلدا مستقلا، إلا أنها أكبر الولايات الهندية وأهمها، وتعد الولاية رابع أكبر ديمقراطية في العالم بعد بقية الهند والولايات المتحدة وأندونيسيا، وهو انتصار كبير لحزب بهاراتيا جاناتا، الذي فاز في الانتخابات بشكل كاسح، وحصل على 80% من المقاعد” متابعة :” هذا الكلام لا يمكن تجاهله باعتباره كلام انتخابات، فالفكرة التي تقول إن حزب بهاراتيا جاناتا سيتغير ويصبح أكثر اعتدالا لا يمكن التسليم بها، وليست هناك أي إشارة إلى أن الضوابط الدستورية ستسمح لحزب بهاراتيا جاناتا بالاستمرار في السلطة في الوقت الذي تستمر فيه الديناميات التي يمارسها، وستمر دون أي رقابة، حيث أصبح إديتياناث رجلا قويا، وأرسل رسائل تشير إلى أن الأقليات يجب أن تعيش بناء على حسن نية الغالبية، ولو خرجت عن الخط فسيكون هناك دماء، وبالنسبة لـ 140 مليون مسلم، فإن التهديد كاف للنقاش فيما بينهم، والخروج من الحياة العامة، وتجنب الاستقطاب”.
وواصلت الغارديان :” حزب مودي، بهارتيا جاناتا مليء بالمتعصبين الدينيين، وزعم هو نفسه أن الجراحين في الهند القديمة قاموا بتركيب رأس فيل على جسد إنسان قبل آلاف السنين، الحزب يخلق بمهاراته الجيدة حلقة سيرك من أجل حرف الانتباه عن الأوضاع الفقيرة التي تمر بها البلاد، وكانت هذه المهارات ناجحة، حيث دعم الناخبون قرار مودي إلغاء العمل بالعملة الورقية من قيمة 500 و1000 روبية، وهي الخطوة التي عدتها الحكومة ضرورية لمكافحة الفساد”.
وتابعت الصحيفة حول الوضع الصعب الذي يعيشونه بالقول :” الرأي العام، خاصة الفقراء، تحملوا الفوضى؛ لأنهم اعتقدوا مخطئين أن الأغنياء يعانون أيضا، وهذا ليس صحيحا؛ لأن الأغنياء حولوا الأموال بطرق غير شرعية إلى عقارات ومجوهرات وشركات”، مضيفة :” الاضطرابات المالية كلفت الاقتصاد الهندي 14 مليار دولار، وهي أموال كان يمكن إنفاقها في أتر برديش، وتوفير الكهرباء لنصف البيوت التي لا توجد فيها كهرباء، أو مواجهة نسبة الوفيات العالية بين المواليد، مشيرة إلى أنه بدلا من ذلك فإنه قيل لأهل البلد إن الهندوس يجب أن يبنوا معبد على أنقاض المسجد الذي دمره غوغاء الحزب في عام 1992؛ لزعمه أنه بني على مكان ولادة أحد آلهتهم”.