اعتبرت صحيفة لوبوان الفرنسية أن قيام دونالد ترامب بإعلان الحرب على إيران ديبلوماسيا يعني أن الإيرانيين سيرتمون في حضن المحافظين في الانتخابات الإيرانية القادمة التي ينتظر أن تؤثر بشكل ملحوظ على التوجه الإيراني والسياسات داخليا وخارجيا.
وقالت الصحيفة :” مرسوم ترامب الجديد المعادي للمهاجرين، قد استثنى هذه المرة العراق، في حين أن الملياردير الأمريكي، لم يغير نظرته تجاه الجارة إيران، فهو لا يزال يعتبرها جهة مصدرة وممولة للإرهاب في العالم. والجدير بالذكر أن مرسوم ترامب الجديد لا يشمل الإيرانيين المتمتعين بتأشيرات أو بإقامة دائمة، بالإضافة إلى الأمريكيين من أصول إيرانية. ومن هذا المنطلق، بإمكان هؤلاء السفر بحرية نحو الولايات المتحدة”.
ونقلت الصحيفة تصريح احد المواطنين الإيرانيين المتضررين من هذا القرار بالقول :” هذا لا يغير شيئا بالنسبة لي”. وفي الأثناء، يأمل هذا الإيراني، الذي يعمل طبيب أشعة في الولايات المتحدة، في العودة سريعا إلى طهران للمشاركة في الاحتفال برأس السنة الفارسية، أو كما يطلق عليه اسم “عيد النَّوْرُوزُ”، الذي يصادف يوم 20 مارس الجاري”، مضيفا :” أول المتضررين بصفة كبيرة من مرسوم ترامب، هم بلا شك رجال السياسة في إيران، الذين لن يستطيعوا إرسال أبنائهم للولايات المتحدة بعد الآن… أما بالنسبة للذين يعملون على الحفاظ على مصالح واشنطن، فسيجدون عدة طرق للدخول إلى التراب الأمريكي”، متابعا :” لا يجب أن نتخذ أحكاما مسبقة، لنتريث إلى حين تطبيق مرسوم ترامب الجديد على أرض الواقع”. وأضاف مجيد أن “الكثير من الإيرانيين يعتقدون بأن ترامب عدو للشعب الإيراني”.
وتابعت لوبان:” منذ سنتين تقريبا، خرج الإيرانيون إلى الشوارع للتعبير عن سعادتهم بتوقيع الاتفاق النووي، الذي وصف بالتاريخي. فضلا عن ذلك، رحب الإيرانيون، آنذاك، بعودة إيران للساحة الدولية، خصوصا مع انتعاش العلاقات الدبلوماسية، مع الولايات المتحدة الأمريكية”، مضيفة :” شهر العسل بين كل من واشنطن وطهران لم يدم طويلا، حيث شهدت العلاقات بين الدولتين توترا حادا منذ تنصيب ترامب رسميا في البيت الأبيض. فقد أعادت تصريحات ترامب المستفزة تجاه إيران إلى الأذهان تلك السنوات المظلمة التي عرفت فيها العلاقات الإيرانية الأمريكية منعرجا خطيرا في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش، والرئيس الإيراني المحافظ السابق، أحمدي نجاد، غداة قيام إيران بتجارب صاروخية”.
وحول هذه الردة، قال التقرير :” خلال سنة 2003، على تعليق برنامجها النووي في اتفاق أبرمته مع دول أوروبية، وهي بالأساس فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، على أن تلتزم هذه الدول بموجب هذا الاتفاق بتقديم جملة من التنازلات لصالح طهران. ولكن، ونظرا للضغوط التي مارستها الولايات المتحدة، لم تطبق القارة العجوز كامل وعودها مع طهران، مما تسبب في إضعاف الشق الإصلاحي في البلاد، وفتح في الوقت نفسه الأبواب على مصراعيها أمام المحافظين للسيطرة على مقاليد الحكم، وتأكد ذلك بعد تولي أحمدي نجاد للرئاسة في سنة 2005″.