قالت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها أن الرئيس التركي الطيب رجب أردوغان قام بجراء أول اتصال هاتفي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ وصول هذا الأخير إلى البيت الأبيض خالفا سلفه الديمقراطي باراك أوباما، حيث رجحت الصحيفة هو أردوغان طلب من ترامب رفض مقترحات البانتاغون بخصوص تسليح المقاتلين الأكراد في سوريا، بالإضافة إلى تسليم فتح الله غولن، المعارض التركي والمتهم الرئيس في الانقلاب العسكري الفاشل الذي واجهه أردوغان في شهر يوليوز الماضي.
وأفاد التقرير :” ترامب ربما فضل تغيير الموضوع؛ لأن الاستجابة لأي من المطلبين قد تتسبب بمشكلة للإدارة، بحسب المحللين، بالإضافة إلى أنها ستشكل اختبارا للعلاقة بين الرجلين، بعد أشهر من الآمال الكبيرة والمديح المتبادل” متابعة :” الرئيسين ناقشا التزامهما المشترك بمكافحة الإرهاب بأشكاله كلها، وأن ترامب أكد دعم الولايات المتحد لتركيا كونها شريكا استراتيجيا وحليفا في حلف الناتو، ورحب بإسهامات تركيا في الحملة ضد تنظيم الدولة”.
وعن العلاقة الثنائية بين ترامب وأردوغان، قالت الصحيفة الأمريكية الواسعة الإنشار :” ترامب أثنى خلال حملته للانتخابات الرئاسية على الطريقة التي تعامل بها أردوغان مع الانقلاب الفاشل، الذي صدم تركيا الصيف الماضي، وتحدث بشكل متفائل عن العلاقات الثنائية، وقال لصحيفة “نيويورك تايمز” إنه يأمل من تركيا “فعل الكثير” تجاه تنظيم الدولة، لافتا إلى أن ترامب رفض في المقابلة ذاتها شجب أردوغان لقيامه بحملة مكثفة من الاعتقالات، وفصل من الوظائف، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، بل قال: “أظن أنه من الصعب لنا أن نتدخل في شؤون بلدان أخرى عندما لا نعرف ماذا نفعل، وليست لدينا رؤية سليمة في بلدنا”، مضيفة :” أردوغان امتدح انتخاب ترامب، ودعاه إلى القيام بزيارة تركيا، وحتى أنه مدح ترامب للطريقة الفظة التي تعامل بها مع أحد المراسلين خلال مؤتمر صحافي قبل عدة أسابيع، مشيرين إلى أن الرئيس التركي تجنب شجب قرار ترامب حظر السفر لأمريكا على رعايا سبع دول غالبيتها مسلمون، بالرغم من أن أردوغان زعيم إسلامي لبلد معظم سكانه مسلمون، وتحدث في الماضي بقوة عن أي انحياز ضد المسلمين”.
وعن موضوع الاتصال، حول تسليح المقاتلين الأكراد، والذين تصنف أنقرة أهم مجموعاتهم “بي كاكا” كجماعة إرهابية، قال التقرير :” القادة العسكريون ضغطوا كثيرا على الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ليسلح المقاتلين الأكراد في شمال سوريا بشكل مباشر؛ ليقوموا بهجوم نهائي على الرقة، التي تعد عاصمة تنظيم الدولة، حيث حذرت تركيا طيلة الوقت من أنها تعد الأكراد السوريين مثل حزب العمال الكردستاني، الذي تعده كل من تركيا وأمريكا حزبا إرهابيا، مشيرا إلى أن أوباما ترك القرار في موضوع الأكراد لترامب، مع الإشارة إلى أن تلك الخطط تعتمد على قرار سريع”، حيث أضافت الصحيفة حول مسألة تسليم غولن، التي كانت الطلب الثاني لأردوغان عند اتصاله بالرئيس الأمريكي :” يواجه ترامب صعوبة في طلب أردوغان من الولايات المتحدة تسليم رجل الدين المنفي فتح الله غولن، الذي تتهمه تركيا بالوقوف خلف محاولة الانقلاب، منوهة إلى أن المسؤولين الأتراك تشجعوا عندما نشر مستشار ترامب للشؤون الأمنية مايكل فلين، مقالا يوم الانتخابات، وصف فيه غولن فيه بـ”الراديكالي”، وقال إنه يجب على الولايات المتحدة “عدم منحه ملاذا آمنا”، على ذمة الواشنطن بوست.