قامت صحيفة “ليبيراسيون” الفرنسية، واسعة الإنتشار بنشر تقرير حول السطوة الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، وعودتها القوية إلى الساحة الاقليمية وتزامن ذلك مع رفع العقوبات الغربية عنها
وقالت الصحيفة الفرنسية أن إيران تورطت في العديد من الحروب الاستنزافية في الشرق الأوسط وذلك بصفتها حامية للمذهب الشيعي المنتشر بشكل كبير في عدد من الدول العربية، وهو الذي جعلها قوة مهمة في عدد من الدول سياسيا وعسكريا، كالعراق وسوريا ولبنان.
وتحدثت الصحيفة بشكل أكثر استفاضة عن رجال إيران في المنطقة حيث قالت في تقريرها :” المسؤول العسكري الإيراني قاسم سليماني، كان من بين الأوائل الذين ظهروا في وسائل الإعلام، بعد انتهاء معركة حلب. وسليماني هو المسؤول عن فيلق القدس، التابع للحرس الثوريّ، وقد نسّق بين “حزب الله” اللبنانيّ، وباقي الميليشيات الشيعيّة في ساحة المعركة منذ بداية الأزمة السوريّة، سليماني شوهد على أطراف مدينة الموصل، في شهر أكتوبر الماضي، في بداية المعركة ضد تنظيم الدولة، حيث قاد وحدات الحشد الشعبي الشيعية ومليشيا بدر التي أسسها بنفسه، وهي المعروفة بعدائيتها الشديدة وقسوتها”.
وعن العراق الذي أصبح حكمه شيعيا بامتياز قال التقرير :” أرسلت طهران أحد قادتها العسكريين، ليس فقط لقيادة المليشيات الشيعيّة المشاركة في معركة الموصل، بل لتعزّز من حضورها في العراق أيضا، مؤكدة أنها مطلعة على كل ما يحدث في المنطقة. وقد ساهم هذا التدخل العسكريّ والسياسيّ الإيرانيّ في بروزها كقوة إقليميّة تفرض احترامها على دول الجوار”، مضيفة :” كلا من حلب والموصل هما جزء لا يتجزأ من منطقة “الهلال الشيعي”، التي تخضع لإشراف ولاية الفقيه، خاصّة أنّ هذه المنطقة من شأنها أن تعزز سهولة التواصل بين كل من إيران وحلفائها، كالنظام السوريّ والحكومة العراقيّة. وفي السياق نفسه، عملت طهران على خلق هذه المنطقة التي تمتد من العراق، وصولا إلى بيروت، خلال المعركة التي دارت بين كلّ من حليفها اللبنانيّ “حزب الله”، وإسرائيل”.
وتحدثت ليبيراسيون عن التوجه الإيراني حول الثورات العربية، والتي دعمت خلالها ما عرف بالثورات المضادة في كل من سوريا والعراق واليمن، حيث أفاد التقرير :” الإيرانيون يعتبرون الثورة السورية التي انطلقت خلال سنة 2011م، تهديدا عربيا سنيا، يطال الأقليات الشيعيّة. لذلك، دفعت إيران ببيادقها المشكّلة أساسا من شيعة العراق ولبنان، وحتى من إيران نفسها، بحجة حماية الشيعة في سوريا وإنقاذ “ضريح السيدة زينب” الموجود على مشارف دمشق. إثر ذلك، عززت إيران مليشياتها بمقاتلين شيعة، أفغان وباكستانيين، شاركوا في معركة حلب”.
وأكادت الصحيفة الفرنسية أن إيران لازالت ترفض وبشدة الحديث عن قيادتها لعمليات عسكرية تفوح منها رائحة الطائفية وهو ما جاء عبر القول :” رغم كل هذه الدلائل التي تشير إلى أنّ طهران تقود أساسا حربا “طائفية” في كلّ من سوريا والعراق، أنكرت إيران على لسان رئيسها حسن روحاني؛ هذا التعبير، خلال إلقائه كلمة في جامعة طهران، حيث قال: “نرتكب خطأ فادحا عندما نصف الحرب السورية بالطائفية، أو حتى نلمّح لها بمصطلح الهلال الشيعي، أو المحور السني”. وأضاف روحاني: “بل هي حرب لتطهير سوريا والعراق من الإرهاب”، ناقلة الهجوم الذي شنه المستشار العسكريّ الأول للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، ضد الولايات المتحدة، والذي اتهم فيه الإدارة الأمريكية بتشكيل تنظيم الدولة داعش، حيث قال :” إنّ تنظيم الدولة هو عبارة عن جيش سريّ تابع للولايات المتحدة، دخل الأمريكيون العراق وسوريا، وشنوا حربا ضد هذه الدول الإسلامية، بهدف حماية طفلها المدلل، وهو الكيان الصهيونيّ”.