في تعليق منه على عدم قيام الولايات المتحدة الأمريكية بمنح “الفيتو” لإسرائيل بعد مشروع قانون “وقف الاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية” والذي طرحته 4 دول للتصويت وتمت الموافقة عليه من طرف 14 دوله، قام سايمون تيسدال، نائب رئيس تحرير صحفية “الغارديان” الواسعة الإنتشار في بريطانيا بكتابة مقال حول الموضوع.
واعتبر كاتب المقال أن قرار باراك أوباما جاء متأخرا، وأنه لن يغير من الأمر شيئا ولن يوقف الاستيطان، وهو ما أكده رد بينامين نتنياهو الذي أكد أن حكومته لن تلتزم بهذا القرار، مضيفا :” كلا من أوباما ونتنياهو يستحقان بعضهما، فقد وعد كلاهما بفعل أمور عظيمة، وكانا بارعين في مجالهما السياسي، ومع ذلك أسهما كل بطريقته في تدهور العلاقات الدبلوماسية بين بلديهما، وفي الاضطرابات في الشرق الأوسط بشكل عام”، معتبرا أن عملية الاستقطاب بلغت ذروتها بالفعل يوم الجمعة الماضية عندما قام مجلس الأمن بتمرير قرار يدين الاستيطان في فلسطين المحتلة، بدعم من أوباما بشكل شخصي، حيث اعتبر أن القانون يعد خرقا للقانون الدولي ويهدد بحل الدولتين.
وقال الصحفي البريطاني :” الرد الإسرائيلي، الذي جاء وسط حديث عن الخيانة، ودفع به نتنياهو، كان حاسما وغاضبا، وتمت دعوة 14 سفيرا لدول دعمت القرار 2334 في مجلس الأمن لوزارة الخارجية الإسرائيلية في يوم عيد الميلاد، حيث تم عرضهم وتعنيفهم، وسحبت إسرائيل سفيريها من نيوزلندا والسنغال، وقطعت الدعم عن الأخيرة، وتم إلغاء التبادل الثنائي بين هذه البلدان، وتعليق التعاون المستقبلي مع مؤسسات الأمم المتحدة، بالإضافة إلى التعاون المدني مع السلطة الوطنية، وقال نتنياهو إنه سيفعل ما يستطيع حتى تخرج إسرائيل سالمة من هذا القرار المخجل” مستطردا :” كل ما صدر عن إسرائيل هي أفعال رمزية ردا على قرار رمزي؛ لأن قرار 2334 لا يمكن تطبيقه، ولن يقوم أي شخص، خاصة الأمريكيين، بإخراج 430 ألف مستوطن من الضفة الغربية، أو حتى 200 ألف ممن يعيشون في القدس الشرقية، بالإضافة إلى أن لا أحد يمكنه إجبار إسرائيل على تبني حل الدولتين، كما عبر عنه وزير الخارجية جون كيري، وينضم قرار 2334 إلى قراري (242) 1967 و(338) 1973، فكلها تتحدث عما يجب عمله، لكنها لا تقول كيف”.
واعتبر الكاتب أن قرار إدارة أوباما بالإمتناع عن التصويت، ليس في الحقيقة بتلك الأهمية، وهو ما برز من الرد الذي خرج عن نتنياهو نفسه، بعد أن قال أنه يجب انتظار وصول دونالد ترامب للسلطة من أجل البث في هذه الأمور مضيفا :” من المرجح أن يصل ترامب ويصغي له ويتعاطف معه، وربما نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، الأمر الذي سيكون خطوة مثيرة للاستفزاز، إلا أن العلاقة بين ترامب ونتنياهو ستكون مختلفة، وتتسم بعدم الشعور بالأمن والعدوانية وجنون العظمة، وهي صفات يشتركان بها، ولكن حديث ترامب الغامض عن كونه الرجل الذي سيحل الأزمة الإسرائيلية الفلسطينية ليس جوهريا، وقد يكون مثل وعوده الأخرى في السياسة الخارجية”.