أكد مكتب مانويل فالس، رئيس الوزراء الفرنسي أن الأخير سيعلن اليوم الإثنين ترشحه بشكل رسمي للإنتخابات الرئاسية الفرنسية في سنة 2017، حيث قال مكتب فالس في بيان له أن فالس سيتحدث على الساعة الخامسة والنصف بتوقيت غرينيتش ببلدية إيفري، المعقل الانتخابي لرئيس الوزراء الفرنسي في المنطقة الباريسية.
وقالت مصادر في محيط فالس، أنه سيقوم بالتأكيد في هذه المناسبة بإعلان ترشحه للإنتخابات الرئاسية، وهو ما لم يعد موضع شك من أن قام الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند بالتأكيد في خطاب رسمي على أنه لم يتشرح للإنتخابات الرئاسية لولاية ثانية.
هذا وينظم الحزب الاشتراكي الذي ينتمي له مانويل فالس انتخابات تمهيدية في شهر يناير القادم، من أجل اختيار مرشحه للإقتراع الرئاسي في سيجري في شهر مايو المقبل، والذي من المنتظر أن يكون أحد أهم الاقتراعات الانتخابية في تاريخ الجمهورية الخامسة.
هذا ومن المنتظر أن يلتقي هولاند مع فالس على الغذاء في القصر الرئاسي، من أجل مناقشة الرحيل المرجح لرئيس الوزراء الفرنسية الذي عين في مارس 2014 في هذا المنصب، وهو الرجل الذي يوصف بأنه “يد يمينية في قفاز يساري”.
وكان اليسار الفرنسي قد بدأ بالبحث عن مرشح للإنتخابات الرئاسية الفرنسية بعد إعلان الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند الحالي فرونسوا هولاند عدم ترشح، وهو ما يفتح الآفاق أمام عدد كبير من الطامحين لتمثيل اليسار في هذه الإنتخابات وعلى رأسهم رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا هولاند.
وكان هولاند قد قرر الإنسحاب من معركة كان من المفترض أن يخوضها ضد يمين جاهز ويمين متطرف أمام فرصة تاريخية قد لا تتكرر، مبددا بذلك جميع الشكوك التي كانت تحوم حول ترشحه لولاية ثانية، رغم حظوظه الضعيفة جدا نظريا، حيث كانت آخر استطلاعات الرأي أعطته فقط 7 بالمائة من نوايا المصوتين في حالة ما أراد الترشح للإنتخابات القادمة.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي قام فيها رئيس فرنسي بالتخلي عن الترشح لولاية ثانية منذ سنة 1958، في الوقت الذي وافق 8 من أصل 10 فرنسيين على قرار هولاند، معتبرين هذا القرار “شجاعا” و”لائقا”.
وقالت تقارير صحفية إن انسحاب هولاند سيقوم بخلط أوراق الحملة الانتخابية الرئاسية والتي شهدت تقلبات كبيرة وخالفت العديد من التوقعات، حيث تم استبعاد الرئيس اليميني السابق نيكولا ساركوزي من الدورة الأولى للإنتخابات التمهيدية لليمين في 20 نونبر الماضي، كما زادت المفاجأة بعد اختيار رئيس الوزراء الأسبق فرونسوا فيون، المعروف بميوله بشكل أكبر نحو اليمين المتطرف كمرشح لليمين، حيث كان قد لقي دعما من طرف ساركوزي نفسه لخوض الانتخابات الرئاسية، فيما أصبحت الآن كل الأنظار موجهة نحو مانويل فالس، البالغ من العمر 54 سنة والذي تأكد ترشحه ممثلا لليسار.
وكان فالس المولود بإسبانيا والذي حصل على الجنسية الفرنسية في سن العشرين، قد أبدى استعداده الكامل لخوض الانتخابات، خصوصا بعد عدد من التصريحات التي اعتبرت “يمينية” أراد من خلالها إظهار اليسار في ثوب جديد، قادر على مواجهة طرح القوى اليمينية سواء المعتدلة أو المتطرفة.