التحليلات للمظاهرات الجمعة الأخيرة وجميع الأحداث الحالية تقول إن القايد صالح بات على مشارف السقوط الوشيك مقدمة لذلك مؤشرات عديدة تبدو وكأنها لا تخلو من شيء من الوجاهة إلا أن تلك التحليلات واعذروني لتخييب آمالكم قد تدخل في باب الأمنيات الحالمة أكثر مما قد تدخل في باب التعبير عن واقع الحال معيدة تكرار الخطأ الذي وقعت فيه تلك التنظيرات التي توهمت بأن عصابة الجنرالات ستنهار منذ أكثر من 20 سنة ليصدمنا الواقع بأنها ما تزال بل إن المزاج الدولي اليوم يسير باتجاه التعاون والتنسيق معها…
يتصرف القايد صالح كما لو أنه سيحكم أبداً وتبدو نتائج قرراته وتصرفاته كما لو أنه سيسقط غداً وبين الاحتمالين المتطرفين تدور التكهنات وتتبلور الصراعات وتنتعش بورصة التخمينات لكن المنطق والوقائع المتصاعدة في الفترة الأخيرة ترجح أن نهاية القايد صالح بوفاة مفاجئة وليس بمرض سياسي طويل وأعتقد أن الفريق الداعم بل القايد صالح نفسه من أهم العوامل التي تساعد على التعجيل بهذه النهاية الدرامية المفاجئة لأنهم يتعمدون عدم قراءة مؤشرات الخطر في نظام حكم الرجل الذي خدع الجميع حتى وصل إلى خداع نفسه وصدق أنه يحارب الفساد ونسى أنه هو الفساد بعينه…. لذلك أقول إلى الشعب الجزائري المعركة ستكون طويلة ومرهقة وربما دامية مع القايد صالح مع التأكيد بأن المشكلة لا تكمن وحسب في القايد صالح كشخص بل في النظام العسكري الاستغلالي العميل الذي يجثم على كاهل الجزائر ويتحكم عمليا بمصادر القوة منذ عقود طوال ما يعني أن الصراع لن يكون في جوهره مع القايد صالح الذي لا يُستبعد أن تتم التضحية به بعد أن بات عبئا على النظام العسكري بل مع هذا النظام المتجذر الذي لن يقبل بحال من الأحوال هو والقوى الدولية الراعية له أن يتنازل عن هيمنته المطلقة على البلد إلا على جثته! لكن التاريخ يعلمنا أن الشعوب التي تصر على نيل حريتها وكرامتها تنتصر بإرادة الله في نهاية المطاف شريطة أن تكون واعية وصلبة ومستعدة لبذل ما يكفي من تضحيات المطلوب تقديمها عن طيب خاطر في سبيل الحرية والكرامة .