كرة القدم وجدت لغرض التسلية والترفيه عن النفس وقتل الوقت ليس غير لكنها اليوم أخذت أبعادا أخرى وأصبحت سياسة اكثر مما هي تسلية وإهدار وقت فالناس تتحدث عنها كما تتحدث عن السياسة وتختزل محبة الوطن والوطنية بحب الفريق الوطني والدعاء له بالنصر على أعداءه في الصلوات الخمس وبالخصوص صلاة الليل التي تكون خالصة لله والدعاء فيها مستجاب !!…احدهم قال لي انه نذر نذراً خالصاً بان يذبح خروفاً كبيراً ويقيم حفل كبير اذا فاز المنتخب بالكاس إفريقية .
ويقول غير واحد أن فوز المنتخب على دول الجوار هو بمثابة فوز عسكري حاسم معتبراً أن هذه الساحة هي ساحة معركة وليست ساحة لعب وترفيه بعيداً عن السياسة ودهاليزها المظلمة والتي أوصلت الجزائر والجزائريين إلى ما هم فيه من شجون ومآس انا من جانبي دعوت الله ان تكون الاحتفالات عادية غير مبالغة فيها حتى لا يصاب أحدا ويجرح ويعتقل عدد كبير من الجزائريين كما حدث تماماً حينما فاز منتخبنا على المنتخب المصري فقد جرح اكثر من ثمانية عشر بسبب حوادث من ناس جهلة يدعون انهم يشجعون المنتخب فهذا يدل على ماذا ؟!… ولاننسى طريقة وكَمِّ تسليط الضوء على المنتخب بحيث يجري تمجيد اللاعبين المتفوقين وتتبع أخبارهم وأحوالهم حتى الشخصية والرجوع إليهم لمعرفة آرائهم حتى في مسائل لا دراية لهم بها من قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية لا علاقة لها البتة بتخصصهم بوصفهم ماهرين في ممارسة نوع من الرياضة ودور الإعلام في تقديم مسابقات الرياضة وكأنها حرب أممية توضع فيها الأمم على المحك لإثبات قوتها وللدفاع عن كرامتها فالخاسر لم ينهزم في لعبة ترفيهية فحسب ولم يساهم في تقديم عرض رياضي للمتعة فينال بدوره التقدير على جهده الذي بذله «فالأصل أن يكون هدف مشاهدة مسابقة رياضية هو الترفيه والاستمتاع بمهارات رياضية ليس إلا» ولكن الخاسر يُشنَّع به ويُصوَّر وكأنه خسر عزته وشرفه بل يُصوَّر وكأن بسبب خسرانه خسرت أمةٌ عزتها ومكانتها في العالم وكأنها خسرت حربًا فقدت على إثرها سيادتها على جزء من أراضيها والفائز كأنه حرر فلسطين واصبح من الدول المتقدمة لذلك اقول للشعب الجزائري عندما ينتهي مفعول أفيون كاس أفريقيا أفيقوا لكي نفوز على الفريق المهم والذي يجب أن نفوز عليه مهما كلف الثمن وهو الفريق احمد القايد صالح رئيس الأركان لكي نتغير إلى الأفضل.