الشياتة هي صفة يتسم بها العديد من الناس يتخذون من التملق سبيلا للوصول الى المبتغى الدنيوي . التشيات فن صعب جدا فالشيات يتسم بالصبر والتركيز ويعرف كيف يخطط بشكل ممتاز للوصول للهدف المنشود يتحمل الاهانات ويقبل كل انواع السب والشتم والإذلال . الشيات هو شخص يبحث عن مصلحته حتى ولو كانت بين فكي اسد يفعل المستحيل وكل ما هو مباح وغير مباح ليحصل على مبتغاه . الشيات يتملق لمديره و يثني على كلامه وحركاته وتصرفاته مهما كانت صبيانية وغبية و يثني على ذوقه الرديء جدا ويشيد بعمله التافه ويكون كلب مديره المدلل وإذا غضب المدير يقدم له وجنتاه لينفس المدير عن غضبه.
النجاح والتقدم والترقي وبلوغ أعلى المناصب في السلم الوظيفي يعتبر من الأهداف الرئيسية التي يسعى إلى تحقيقها كل موظف ولتحقيق تلك الأهداف نجد أن بعض الموظفين يجدون ويجتهدون في أداء أعمالهم خلال ساعات الدوام الرسمية أو خارجها مقدمين العمل على حياتهم الخاصة وواجباتهم الأسرية بل وكثيرا ما تكون لتلك الهمة العالية مردودها على الانتاج الوظيفي الرائع إلا أنه وبالرغم من كل ذلك تجد المسؤول لا يهتم بمجهود هذا الموظف.
المسؤول لا يحب الموظف الشريف و النزيه إما لأنه يقول كلمة الحق في الوقت الذي يرفض المسؤول ذلك المبدأ مقدما مصلحته الشخصية على مصلحة العمل والمصلحة العامة وإما لأنه ليس من النوع المفضل لدى المسؤول شكليا أو جنسيا (مشي بنت) وإما لكونه ليس من النوع الذي يجيد فن التشيات و التملق و التسلق بل تجد أن ذلك المسؤول يتفنن في كيفية التضييق على الموظف الشريف ويتحين الفرصة لتصيد أخطائه وزلاته وذلك بهدف ايقافه عند عمل وكسراً شوكته. وفي المقابل تجد بأن هنالك بعضاً آخر من الموظفين مقربون لدى ذلك المسؤول ولهم الأولوية في كل الامتيازات بل يعتبرون اليد اليمنى والعقل المفكر له ليس لانجازاتهم الرائعة الغير مسبوقة بالعمل !! كلا بل لأنهم من النوع المتقن لفن لعق الأحذية فتجدهم يبيعون أهم المبادئ الانسانية من كرامة وعفة وحسن خلق في سبيل الوصول لعقل المسؤول أو قلبه مستغلين في تحقيق ذلك إما عامل الجمال الفاتن أو الوسامة الغير مسبوقة أو التودد والدلع والغنج اذا ما كانوا من جنس غير جنس المسؤول وإما لأنهم متقنون لفن نقل الكلام بطريقة ( شكام ) وإما لأنهم يقومون أساسا بعمل المسؤول بالنيابة عنه في حين يتمتع هو بساعات من الاستجمام والاسترخاء في مكتبه مريح عقله من مشاكل العمل وهمومه! ووسائل أخرى كثيرة يتفننون في اختراعها لا يمكن وصفها سوى بأنها رخيصة جدا ومع ذلك تجد الفئة الأخيرة هي المفضلة لدى شريحة كبيرة من المسؤولين لأنهم يعتبرون الشيات كلب وفيّ.
ما لا يعرفه المسؤولون ان الشيات يبيع مسؤوله في اول سقوط له ومباشرة يذهب الى المسؤول الذي اصبح اقوى .