أكدت وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف على ضرورة السمع والطاعة لولي الأمر خصوصا عند ظهور أي بوادر للفتن؟؟؟ وضمنت الوزارة في خطبة الجمعة لهذا اليوم بعض القيم والمفاهيم التي يجب تحلي المواطن بها حيث جاء في الخطبة «أن مما ينبغي التأكيد عليه والتذكير به لا سيما عند ظهور بوادر الفتنة وجوب السمع والطاعة لولاة أمر المسلمين إذ هو أصل من أصول العقيدة الصحيحة !!! فلا دين إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمامة ولا إمامة إلا بسمع وطاعة وقد كان السلف يولون هذا الأمر اهتماما خاصا نظرا لما يترتب على إغفاله أو الجهل به من الفساد العريض في العباد والبلاد !!! وتوضح الخطبة أن سمع كلام الحاكم وطاعته واجب على كل مسلم سواء أمره بما يوافق طبعه أو لم يوافقه ولا يفهم من ذلك أنه إذا أمر بمعصية فلا يسمع له مطلقا في كل أوامره بل يسمع له ويطاع طاعة مطلقة.
ونسي أئمة السلطان أن أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِر حيث أخرج الحاكم في المستدرك وصححه ابن عبد البر في التمهيد عن جابر (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله» كما أخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «سيد الشهداء يوم القيامة حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فنهاه وأمره فقتله» وروى أبو داود وابن ماجه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم): «أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ أَوْ أَمِيرٍ جَائِرٍ»…إن كلمة الحق لها ما بعدها من تبعات وقليل هم الذين يقولونها ويتحملون تبعاتها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم أول من يقول كلمة الحق (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا…) (ولا يخافون في الله لومة لائم…) ولقد مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خيرية هذه الأمة ما دامت تقوم بذلك (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر…) وتبعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحاجة إلى صبر (واصبر على ما أصابك…) ويوم تترك الأمة ذلك يكون قد تُودع منها وتخلت عن الخيرية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا تهيبت أمتي أن تقول للظالم يا ظالم فقد تُودع منها…) وإن النّضال السّلمي اليوم بكل أشكاله وصوره (ونرى عيّنة منه هذه الأيام في شباب ينهون عن منكر يتمثل في خيانة الجنرالات لمستقبلهم لذلك خرجوا ضد مسرحية الإنتخابات) وهذا يدخل في أمر بالمعروف ونهي عن المنكر نعم إن كلمة الحق تخيف الطغاة والجبابرة وتزلزل عروشهم (يحسبون كل صيحة عليهم…) ولذلك وقف الطاغية فرعون ليقول (ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد…) كما نشاهد اليوم كيف أن ألأنظمة العسكرية والتي على شاكلة النظام بالجزائر يقتّلون شعوبهم لعدم قبولهم كلمة الحق.