لم يشهد العالم داءً أكثر رعبًا وأشد فتكًا بجسم الإنسان مثل داء السرطان بجميع أنواعه وتكمن خطورة هذا المرض في تعدد أنواعه وعدم وجود علاجات حاسمة للقضاء عليه بشكل دائم، كما أن بعض الأخصائيين يصفونه بأنه مرض مراوغ والسرطان هو مجموعة من الأمراض ذات خلايا بالغة العدوانية حيث تتميز هذه الخلايا بالانقسام والنمو الخلوي غير المحدود ولهذه الخلايا قدرة فائقة على غزو ما يجاورها من أنسجة ومن ثم تدميرها ومن هذه الخلايا ما تفوق قدراته مجرد تدمير الأنسجة المجاورة حيث يتجاوز ذلك إلى الانتقال إلى أنسجة بعيدة وهو ما يكون في الأورام الخبيثة أما في الأورام الحميدة لا يكون لدى الخلايا السرطانية قدرة على غزو الأنسجة أو الانتقال إلى أنسجة بعيدة وفي بعض الأحيان يتطور الورم الحميد إلى ورم خبيث ويستطيع هذا المرض إصابة جميع الأعضاء في الجسم وإتلافها.
وعلى هامش الملتقى العلمي الذي احتضنته قاعة المحاضرات بالمستشفى الجامعي بتيزى وزو كشف البروفيسور كمال بوزيد رئيس المؤسسة الجزائرية لأمراض السرطان و رئيس مصلحة الأورام السرطانية بمركز بيار و ماري كوري بالجزائر بالعاصمة بان السرطان يقتل 50 ألف شخص سنويا في الجزائر و أن سرطان الثدي في تزايد كل سنة بمعدل 12 حالة جديدة سنويًا أما فيما يتعلق بالبرنامج الوطني الخاص بمكافحة السرطان في الجزائر في هذا المجال أكد البروفيسور كمال بوزيد أن هذا البرنامج في تقدم و تحسن مستمر و انه سيدعم قريبا بمركز جديد لمكافحة و علاج السرطان و المتواجد على مستوى بلدية ذراع بن خدة بتيزى وزو و خلال المداخلة التي قدمها حول موضوع العلاج المناعي أكد من خلالها أن هذا النوع من العلاج يقدم تقنية فعالة و اقتصادية لمرضى السرطان موضحا خلال هذا اللقاء أن هذا العلاج المبتكر أثبت نجاعته من خلال التجارب التي قامت بها الدول و التي طبقته خلال السنوات الأخيرة الماضية و أبدى البروفيسور كمال بوزيد ارتياحه لإقدام وزارة الصحة والسكان و إصلاح المستشفيات على اقتناء هذا النوع من العلاج رغم تكلفته المرتفعة مما سيساهم في تحسين نوعية العلاج و يعيد الحياة للعديد من المرضى كما أضاف في سياق أخر أن الجزائر تأتي في الطليعة بالمنطقة العربية والإفريقية التي ستدرج قريبا تحاليل دم مبتكرة للتكفل بسرطان القولون و المستقيم المنتشر بالجسم كما أضاف بان الجزائر ستستفيد قريبا من تقنيات العلاج المناعي و التي تعد ثورة حقيقية في مجال علاج العديد من الأمراض بالأخص السرطان لأنها ببساطة تؤثر على الجهاز المناعي و تحفزه على القيام بدوره ضد الأجسام الغريبة و الخطيرة على الجسم.