نشرت قناة “البي بي سي” تحقيقا عن قضايا فساد في كرة القدم الجزائرية فهل تعلم قناة “بي بي سي” أن الفساد ينخر البلاد في جميع المجالات فقد صنف تقرير منظمة الشفافية الدولية لسنة 2017 الذي شمل 167 دولة في العالم الجزائر في المرتبة ال 108 عالميا إحتلال الجزائر لهذه المراكز الأخيرة طيلة السنوات الأربعة الأخيرة يعكس جليا أن برامج و سياسات و كذا إجراءات محاربة الفساد التي تغنت بها الحكومات المتعاقبة على لسان العديد من ممثليها مجرد كلام لا غير بدليل المركز الذي إحتلته البلاد في تصنيف منظمة الشفافية الدولية واقع حال يؤكد من جهة فشل برامج و سياسات مكافحة الفساد و عدم جدية الهيئات المعنية في كبح هذه الظاهرة من جهة أخرى ما جعل الفساد ينخر بلادنا على جميع الأصعدة.
أمام تبادل الاتهامات بين المسؤولين والسياسيين في شرق البلاد وغربها حول المتسبب في تغول الفساد انتعشت السوق السوداء وزادت الضغوط على الفئات الأقل دخلاً وتفاقم غلاء المعيشة ما تسبب في ازدياد الأزمات المعيشية في أغلب المناطق خاصة في ظل الصراع حول السلطة وتدهور الأوضاع الاقتصادي، ونقص الإمدادات الغذائية كالحليب وبعض الخضر وتأخر صرف رواتب العاملين إلى جانب أزمة نقص السيولة في بعض المصارف وحسب متخصصين فإن الفساد في الجزائر لا يتوقف على قطاع بعينه ولا يختلف في شرق البلاد عن غربها معتبرين أنه يتمدد ابتداءً من نهب احتياطي العملة الصعبة عن طريق الاعتمادات والعمل بالسفارات والتزوير وتهريب الأموال وأنه تسبب في أوضاع كارثية فالفساد في البلاد ينعكس سلبا على صورة الجزائر في المنتظم الدولي خصوصا في مؤشرات النزاهة وتحسين مناخ الأعمال الاستثمار وكان تقرير منظمة النزاهة المالية العالمية كشف أن الجزائر خسر ما يزيد من 1522 مليار دولار ما بين 2005 و2016 بسبب التدفقات المالية غير المشروعة لان الفساد مستشريا في جميع مناحي الحياة فلا المظاهرات التي نددت به وطالبت بوضع حد له حققت مطالبها ولا الوعود السياسية والاستراتيجيات أتت أكلها ليبقى المواطن هو من يدفع فاتورة كلفة الفساد الباهضة والتي تضر بالاقتصاد الوطني من خلال تأثيرها على معدلات النمو وفرص الشغل فرخص (النقل أو الصيد أو مقالع الرمال واستيراد السيارات) تضيع على خزينة الدولة مليارات الدولارات (حوالي 15 مليار دولار سنويا) إضافة إلى التهرب الضريبي وغياب الشفافية في الصفقات العمومية وملفات الفساد فغياب إرادة سياسية حقيقية لمحاربة الفساد ستجعل المواطن البسيط هو من يؤدي الثمن في مختلف المجالات خاصة في الخدمات الضرورية كالصحة والتعليم والشغل.
الفساد ينخر البلاد حقوق الناس مهضومة المواطن يئن تحت وطأة الظلم ومصير الشكايات والمراسلات في سلة المهملات شعارات مزيفة لخدمة الوطن والإخلاص صفقات مشبوهة سياسة إغناء الغني وتفقير الفقير التستر عن الفضائح وعدم فتح الملفات الكبرى فهل تصل صيحاتنا يا ثرى بغية تطهير الوطن من المفسدين والانتهازيين والاستغلاليين والوصوليين والمندسين والعملاء والخونة. ….؟؟؟.