في بلد غير ديمقراطي عادة ما يميل الحاكم إلى اتخاذ قراراته الكبرى في الظلام لأنها لا تحقق آمال شعبه بل تحقق مصالح مجموعة ضيقة من المنتفعين الذين يسبحون في فلك سلطانه لذا يميل هذا النوع من الحكم إلى تأليف برلمان صوري ليبصم على ما تفعله الحكومات ثم دائما تجد رؤيته السياسة للأوضاع محليا ودوليا دائما مخالفة للشعب هذا ما عليه بإيجاز نظام الحكم ببلادنا .
وخير دليل على كلامي جماهير الكرة والذين تسببوا في أزمات دبلوماسية مع دول عربية بداية من تيفو مساند للقضية الفلسطينية في أزمة مع السعودية واضطرت الحكومة حينها لتقديم اعتذار رسمي كما وقع الأمر ذاته مع ليبيا بسبب هتافات مجدت معمر القذافي ثم أخرها مع العراق بسبب هتافات أنصار اتحاد العاصمة الذين تغنوا باسم الرئيس الراحل صدام حسين خلال لقاء فريقهم مع نادي الجوية العراقي ما دفع لاعبي الفريق العراقي إلى الانسحاب وتطورت الأحداث إلى أزمة حقيقية بعد قرار الخارجية العراقية استدعاء السفير الجزائري في بغداد نعم لا يكمن ان نجازف بمصداقيتنا إذا ما قلنا الشعب الجزائري ميّال بطبعه إلى الاستكانة ويحبّذ السّلامة السلبيّة على المخاطرة الإيجابيّة ومن الإجحاف القول أنّه شعب بطيء في ردّة فعله يغلب عليه التقاعس لا تجذبه إلا الأحداث التافهة الفاقعة تلك المحمودة العواقب المضمونة النتائج ولا جدال في أنّ كل هذا مجانب للصواب لأنّنا أمام شعب يستجيب بسرعة إلى الاستفزاز لا يترقّب الأحداث حتى تهجم عليه إنّما يبادر ويخرج إلى منابعها إنّنا أمام شعب لا يرتجل المغالبة ويُكرِه نفسه عليها بل نحن أمام شعب يتلذذ بالمغالبة فهي مكوّن من مكوّنات طبائعه ولعلّها من أكبر الأخطاء الشائعة مشاريع التسويق لمقولة أنّ الشعب أرهبته وأتعبته بل ومنهم من قال وردعته العشرية السوداء وهذا لعمري ضربا من ضروب التجنّي فقد يملك الشعب الجزائري كغيره من الشعوب بعض الخصوصيّات التي لا تحوز على الاتفاق لكن لا جدال أنّ قوته الضاربة تكمن في عناده وصلابة شكيمته والذين يروّجون لمثل هذه التعليلات إمّا جهات انتهازية تروق لها الحالة المعلّقة في الجزائر وتخدم مصالحها وأطماعها أو هي جهات عاجزة تبحث عن شمّاعة لفشلها لقد حُوصر هذا الشعب بين نظام يشوّش على رؤيته ويحترف المكر والتمويه وبين نخب لا تحسن إدارة خلافاتها ناهيك على أن تحسّن إدارة شؤونه وتوجيهه نحو أهداف مجسّمة واضحة بائنة فليس هناك شعب في العالم يمكنه القيام بعملية إقلاع شاملة إذا ما فقد الثقة في فعاليّاته واختفت من أمامه معالم الأهداف المنشودة بحكم التشويش وخانته بوصلة النخب لدا يجب على الشعب الجزائري ينفّذ كمّا هائلا من التحرّكات والاحتجاجات ليفرض نفسه لاعب أساسي في لعبة الحكم.