قد يستغرب الكثيرون من تحول مورد طبيعي مثل المياه إلى تجارة رائجة تقدر بمليارات بالجزائر وذلك في ظل الإقبال المتزايد على المياه المعبأة كبديل أكثر صحة ونقاء من مياه الصنبور العادية والتي حسب الحكومة هي المسؤول الرئيسي وراء انتشار الكوليرا وأمراض أخرى.
كيف تحول الماء إلى ذهب؟ شركات المياه المعدنية في الجزائر ستجيبك عن هذا السؤال فهي التي تبيع المياه المعبأة بأثمان باهظة فعلى الرغم من أن بلادنا تحوز مخزونا مائيا بـ40 ألف مليار متر مكعب موجودا ببحيرة بمنطقة الجنوب يكفي لمدة 40 قرنا إلا أن المياه ببلادنا وبفضل ابن الجنرال القايد صالح تعرف تسليعًا جشعًا لهذه المادة الحيوية بشكل يثقب جيوب المواطنين الذين باتوا يقبلون على قنينات الماء المعدنية بسبب تردي جودة المياه المنزلية. ففي أوت 2017 أنشئت مؤسسة مياه الريغية مختصة في إنتاج و تعبئة المياه المستخرجة من المنبع المتواجد في المنطقة التي سميت باسمها والتي أخذت مكانة هامة في السوق الجزائرية نظرا لسلطة صاحب الشركة عادل قايد صالح وبعد أسبوعين من ظهور هذه الشركة(مياه الريغية) بالأسواق تفاجأ الجزائريون بارتفاع كبير لأسعار قنينات المياه المعدنية من مختلف الأحجام على مستوى أسواق الجملة ومحلات التجزئة وهي الزيادات التي لم يفهمها المستهلك لأنها تمت دون إشعار مسبق حيث قفزت أسعار قارورة المياه المعدنية من سعة 1.5 لتر إلى 35 دج بعد أن كانت في حدود 30 دينارا فيما بلغ سعر القارورة من سعة 0.5 لتر 25 دينارا جزائريا أي بزيادة تقدر بـ5 دنانير وقد بلغ إجمالي إيرادات سوق قطاع المياه المعدنية مند نشأت (مياه الريغية) 4 ملايير دينار أي ما يعادل 40 مليون دولار لأن الأسعار الباهظة التي تباع بها قنينات الماء المعبأة جعلت من هذه الثروة المائية منجما ذهبيا للشركات الخاصة وقد جعل القايد صالح مياه الريغية تحتكر ما يعادل سبعين في المائة من السوق الوطني للمياه المعدنية فهي تزود المواطنين والعسكر والشرطة والدرك وجميع مؤسسات الدولة والخاصة مع أرباح سنوية تزيد عن 2.8 مليار دينار جعلت من ابن القايد صالح أكثر الأشخاص قدرة على بيع الماء وجمع الثروة وتدعيم رأسمال الهوليدينغ الخاص بعائلته والذي يضم بالإضافة إلى مياه الريغية كلا من شركة التأمين وشركة للتكنولوجيا وفروع أخرى تتخصص في الصناعة العقار والتجهيزات المنزلية.
في الأخير قبل وقوع مشكل الكوليرا ب 20 يوم قامت شركة مياه الريغية بفرض على التجار قبول طلبية للمياه تفوق طلبهم للمياه في الأيام العادية ب 3 مرات معللين ذلك بأن عمال الشركة سيكونون في عطلة وأن في عيد الأضحى سيزيد الطلب على المياه المعدنية وقد قبل التجار عرض الشركة رغما عنهم حتى أن بعضهم وضع قسم من شحنة في سطح بيته ولكن مباشرة بعد ظهور خبر الكوليرا حقق أولئك التجار الذين كانوا غير فرحين بذلك العرض أرباحا كبيرة وتمنوا لو أنهم اخذوا شحنة اكبر فهل يا ترى ابن القايد صالح هو المسؤول عن ظهور الكوليرا .