عرفت المجتمعات البشرية الجريمة مند أقدم العصور بوصفها من اخطر الظواهر الاجتماعية في كل المجتمعات البشرية وينظر للمجرمين على أنهم فئة مرفوضة اجتماعيا لسبب ما تلحقه جرائم التي يرتكبونها بالمجتمع من أضرار تطال أمنه واستقراره.والجريمة هى كل فعل يتعارض مع ما هو نافع للمجتمع وما هو عدل فى نظرة المجتمع وهى ايضا كل فعل يقدم الشخص على ارتكابه بدوافع فردية خالصة تقلق حياة المجتمع وتتعارض مع المستوى الخلقي السائد فيه. و هى سلوك لا اجتماعى يكون موجها ضد مصالح المجتمع ككل أو انتهاك وخرق للقواعد والمعايير الأخلاقية للمجتمع بما يستوجب توقيع العقاب على منتهكيها .وتعد الجريمة خروج على قواعد السلوك التى يضعها المجتمع لإفراده .
الاسرة هي نواة الاولى في تكوين شخصية الفرد :
الاسرة هى البيئة الطبيعية التي تتعهد بالتربية الطفل لان غريزة الأبوة والأمومة هى التى تدفع بكل من الأب وإلام الى القيام برعاية الطفل وحمايته لاسيما خلال السنوات الأولى من طفولته . و الاسرة هي أول خلية فى تكوين البنيان الاجتماعى وهى أساس الاستقرار فى الحياة الاجتماعية وهى مصدر للعادات والتقاليد والاعراف وكافة قواعد السلوك والآداب العامة. ويكون الشخص سويا ادا كانت الاسرة سوية ويتوقف دلك على بنيان الاسرة ومجموعة القيم السائدة فيها وكثافتها والعلاقة بين إفرادها والمستوى الاقتصادي والاجتماعي فيها.ان الاسرة التي تقوم على التفاهم والاحترام بين افرادها تؤدي الى خلق أفراد أسوياء لا ينساقون وراء الرغبات والنزعات التى تؤدى بهم الى الجريمة بينما نجد بان الاسرة المفككة التى تفتقد الى دلك الانسجام والتي يعانى أفرادها من الاضطرابات تكون مجالا خصبا لحدوث الجريمة.
ومن هذا المنطلق لو وضعنا كاميرات في بيوت الاسر الجزائرية لاكتشفنا النسبة الكبيرة من التفكك المعنوي و النفسي الذي تعيشه الاسرة الجزائرية نتيجة شجار الزوجين الدائم و المشاحنات متكررة نتيجة اسباب تافهة (التلفاز + الملابس + الاكل) او اسباب حقيقية (اهمال احد الطرفين لأخر + ضغوطات المادية للحياة) . ونتيجة عراك الزوجين امام الابناء تجعل الابناء يشعرون بالفراغ وعدم الاطمئنان بل يبقون حائرين بين موقف أبيهم وموقف أمهم والى اى طرف ينحازون وقد يتعرض الطفل للإهمال فى خضم تلك المواقف .او يلجا الطرفين الى التعامل مع الابناء معاملة قاسية مما يحدث تأثيرات سلبية على شخصيتهم تجعلهم يتعاطون المخدرات لكي ينسوا واقعهم الاسري .
المخدرات والتهميش اول خطوة في طريق الاجرام :
عندما يبدأ الابناء بتعاطي المخدرات لكي ينسوا مشاكلهم الاسرية يكون عندهم مشكلين المشكل الاول نفسي : في عندما تعلم عائلة الشاب و جيرانه انه يتعاطى المخدرات تبدأ في عزل دلك الشاب وتطلب من ابنائها عدم مرافقته لكي لا يصبحوا مدمنين على المخدرات ويصبح الوسط الذي يعيش فيه الشاب ينظر اليه بنظرة فيها نوع من الاحتقار مما يولد عند شاب شعور بالتهميش وانه شخص عالة على المجتمع مما يولد عنده نار كبيرة من الحقد كافية لإحراق الجميع بمن فيهم والديه .اما المشكل الثاني فهو مادي : نتيجة معرفة اسرة الشاب ان ابنها مدمن مخدرات فتقوم بقطع عليه مصروفه اليومي مما يجعل الشاب يبحث عن مدخول مادي ليوفر حاجياته من المخدرات فيجد اقصر طريق لكسب المال ألا وهو الاجرام ( السرقة + الاتجار في المخدرات) ومن هنا يبدأ الشاب مسيرته في عالم الاجرام . بينا لكم في الجزء الاول علاقة الاسرة بالظاهرة موعدنا في الجزء الثاني بعلاقة الدولة بالظاهرة .يتبع……