تعرف ظاهرة المهرجانات انتعاشا كبيرا ببلادنا حيث لا توجد أي ولاية إلا وفيها 5 أو 10 مهرجانات في حين يعيش القطاع الصحي بالجزائر أزمة كارثية بكل المقاييس لم يستطع نظام العسكر إيجاد حل لها منذ الاستقلال إلى يومنا هذا وان كانت تصريحات كبار المسؤولين بالقطاع الصحي ببلادنا تأخذ طابعا تفاؤليا ضدا على الواقع فكلما توالت الأيام إلا ويزداد هذا القطاع تدهورا ينذر بكارثة إنسانية خطيرة وترجع أسباب هذا الوضع المتردي للقطاع بالجزائر إلى عدة أسباب نذكر من بينها على سبيل المثال قلة الأطر الصحية من أطباء وممرضين ثانيا الاحتجاجات للعاملين بالقطاع بسبب غياب التجهيزات الضرورية وانعدام الأجواء الصالحة للعمل.
ناهيك عن مظاهر عدة من الفساد التي تنتشر وسط القطاع الصحي منها الرشوة وصعوبة الولوج إلى المرافق الصحية ثم ضعف التغطية الصحية فالفقراء والطبقات المهمشة هي أكبر الفئات المتضررة من انتشار ظواهر الفساد في هذا القطاع الحيوي وذلك من خلال عملية الابتزاز التي يمارسها بعض العاملين في القطاع وعدم قبول “بطاقة الشفاء” مقابل التفاوض مع المرضى على أداء ما يشبه الإتاوات التي قد تصل إلى مئات الدنانير وهو مبلغ لا قدرة للمرضى الفقراء على دفعه في بعض الحالات مما يؤدي في الغالب إلى تفاقم مشكلاتهم الصحية والأمر الذي زاد الطين بلة هزالة الميزانية المرصودة لقطاع الصحة العمومية بالجزائر بالمقارنة مع الميزانيات الخيالية للمهرجانات حيث ميزانية مهرجان واحد تكفي لبناء مستشفى ضخم بكل المعايير الدولية ولذل لاشك أن تردي وضع قطاع الصحة بالجزائر يتحمل مسؤوليته نظام العسكر نتيجة إهماله وتهميشه الممنهج لهذا القطاع وهكذا نجد قطاع الصحة في بعض الولايات في الجزائر يعيش حالة يرثى لها أكثر بكثير مما نسمعه في الولايات الكبرى ويعتبر قطاع الصحة بولاية تمنراست نموذج لهذا الوضع الكارثي نتيجة الإهمال والفساد فحال المستشفيات والمراكز الصحية بهذه الولاية شبيهة بالدول الإفريقية والتي تعرف الحروب والمجاعة فالوحدات الطبية تعاني من وضعية مزرية كالنقص الحاد في الأطر الطبية وتردي في خدمات قسم المستعجلات و سوء معاملة المرضى و زوار تلك الوحدات الصحية مما يمس بكرامة المواطنين والانتظار لمدة طويلة لإجراء العمليات الجراحية والتأخير في نقل المرضى إلى المستشفيات الأخرى المجاورة بسيارات الإسعاف وكما يتم إخراج أحيانا بعض المرضى دون استكمال العلاجات الضرورية وعدم توفير الأدوية و مستلزمات إجراء العمليات الجراحية أضف إلى كل هذا غياب التنسيق التام بين مديرية وزارة الصحة و إدارة تلك الوحدات الصحية لذلك فما فائدة ما يسمى ببرامج تطوير الصحة والمؤتمرات التي تعقد ببلادنا وماذا قدمت لقطاع الصحة كل ذلك يبقى شعارات مزيفة فارغة من أي مضمون أليس على التنمية أن تجوب الجزائر شرقا وغربا وجنوبا وشمالا كما تجوبها المهرجانات والتي ميزانياتها من جيب المواطن الزوالي.