شهر رمضان شهر التسامح والغفران والمواطن في هذا الشهر يجب أن يتحلّى بالأخلاق الكريمة ويعامل الناس معاملة حسنة وإذا أخطأ المواطن في حق أخيه ندم على ذلك وسارع بالاعتذار إليه لأنه يجب علينا التسامح والإعراض عن الجاهلين لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابّه أحدٌ أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم)) [متفق عليه وقال ((ومن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) [رواه البخاري].
ولكن من يتجول في شوارع جميع الولايات قبل الإفطار لا شك سيصاب بالذهول والحيرة وسيجعل الحيران دهشان جراء السلوكيات الغير الأخلاقية والي تصدر عن مواطنين كثر بيننا حيث العدوانية تضرب أطنابها والعنف والكلام البذيء والعنف الجسدي في معاملاتنا اليومية فلم نعد رحماء بيننا ولا متسامحين وأصبحت قيم التسامح والحلم والعفو (واللهم إني صائم) مجرد شعارات شكلية وأصبح معه شهر رمضان فرصة للانقطاع عن الكلام والشرب فقط لا غير عند أبواب الأسواق وفي الأزقة حيث يكثر الصخب والهرج والمرج تحدث شجارات وخصومات لأتفه الأسباب بين أفراد المجتمع الواحد تتحول في بعض الأحيان إلى جرائم دامية تستعمل فيها كل الأسلحة البيضاء فقد أصبحنا نشتم بعضنا البعض بعنف(طبعا لا نُعمٍم) ونعيش على إزدواجية بغيضة وعلى جشع يملأ قلوبنا بنية مبيتة في الإيذاء والطمع ننظر إلى بعضنا البعض بقسوة وبعنف وعصبية لم يسبق لها مثيل حتى في الأزمنة الغابرة التي مر عليها الوطن أزمنة السرقة والنهب والمجاعة فقد أصبحنا اليوم نتسابق في شوارعنا وطرقنا بعنف وعنصرية وبأنانية بغيضة ونريد أن نكون دائما في مقدمة الطريق ولا أحد أمامنا يتجاوزنا بسرعته نتشاجر على أتفه الأشياء نكره بعدنا ولا نعرف لماذا لذلك ما أحوجنا إلى التدبر في معاني الشهر الكريم واستحضار قيم الحب والتسامح بيننا وأن نكون مواطنين صالحين يسعون بالخير في المجتمع ويجتنبون الشر وبالتصالح مع ذواتنا لتحقيق راحة القلب وهدوء البال بعد سيطرة الاضطراب والعنف فعلى المرء منا أن يبادر إلى التوبة وإصلاح أخطائه وانحرافه فأعظم الذنوب هي الذنوب المتعدية للغير وعلينا أن نقتنع بالتسامح كفضيلة بيننا وأن نمارسها فعلا بين أسرنا وجيراننا وخصومنا فكثير منا تجده يتحدث عن التسامح بحماس شديد لكن عند الاختبار لا يمارس منه شيئا والدليل حالة طرقاتنا وأسواقنا في نهار وليل رمضان لذلك فلنغير سلوكنا.