في رمضان أصبح المشاهد يصاب بتخمة المشاهدة مثلها مثل تخمة الطعام التي تصيب المواطنين من كثرة الأصناف على المائدة الرمضانية فكل سنة يترقب المشاهدون وحتى الناقدون ما خصص من برامج لشهر رمضان الفضيل وما تحويه الشبكة البرامجية لاسيما وأن شهر رمضان هو أهم شهر يشد انتباه المشاهدين ففيه تكثر أعمال الممثلين والمخرجين على السواء وإن لم نبالغ بالقول أن أغلبية المنتجين يؤجلون الأعمال التي هي بنظرهم أفضل الأعمال للشهر الفضيل نظرا لارتفاع نسب مشاهدة الأفلام والمسلسلات ومختلف البرامج خلال رمضان.
المشكلة الكبيرة أن الذي صار يميز هذه الأفلام والمسلسلات ومختلف البرامج في الآونة الأخيرة هو التفاهة والرداءة المبالغة وغياب الموضوعية في كثير من الأحيان وهذا ما لا يختلف عليه اثنان سواء في جميع القنوات الجزائرية و أكبر دليل هو الإنذار الذي طال القنوات الجزائرية من سلطة الضبط قي رمضان الماضي لتماديهم في تصوير مشاهد العنف في الكاميرا الخفية أو حتى المبالغة في الانتقاد الذي وصل لحد التجريح في بعض الأحيان وهذا ما رفضته الوزارة الوصية هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن المواضيع المتناولة في الدراما الجزائرية صارت تعاني من ضعف وركاكة السيناريوهات التي صارت تتناول مواضيع تافهة أو قديمة نوعا ما وهو ما لم يلق إعجاب المشاهدين وقد أثارت هذه القضية بدورها الكثير من الجدل حول الأسباب التي أدت لضعف المستوى وسبل إنقاذها من الرداءة ولذلك يعتقد الكثيرون أن السبب في ذلك هو تحكم المعلنين في قوانين السوق الدراما والبرامج وأصبحت النتيجة أو المحصلة النهائية إسهالا من البرامج التافهة والمتشابهة في الأفكار والضيوف والإجابات النمطية وللأسف الشديد التليفزيون الجزائري بجميع قنواته العامة والخاصة انجرف وراء هذه التفاهة وأصبح ينتج نسخا مشوهة من تلك البرامج ويستورد برامج ويشترى برامج وتحول التليفزيون من جهة منتجة إلى آلة عرض فقط.
في الأخير الساحة الإعلامية اليوم باتت تحتلها البرامج التافهة ذات المضمون الفارغ فقد كثرت في الآونة الأخيرة البرامج التي تقدم فقرات لا قيمة لها في حين بات من الصعب أن تجد برنامجا ثقافيا أو إجتماعيا واحدا هذه الموضة الجديدة والتي فرضت نفسها على المحطات سببها المسؤولين والذين يريدون تغذية عقول المواطنين بالتفاهة والرداءة ليكون عندنا شعب نمط عيشه قريب لقطيع أغنام.