في لقطة غريبة تدل على أن الشعب بدأ ينفذ صبره فقد أقدم شاب جزائري على خلع ملابسه بالطريق السريع الرابط بين الدار البيضاء والجزائر احتجاجا على سحب رخصة السياقة منه والمعني بالأمر يسمى “م.ح” 53 عاما ويقطن بالعاصمة فقد دخل المعني في شجار مع 4 ركاب كان يقلهم قبل أن يدخل في شجار مع عناصر الشرطة الذين تدخلوا لفض النزاع حيث قام المعني بالصعود على سقف السيارة والتجرد من ملابسه في مشهد منافي للأخلاق.
هذه اللقطة إعلان قاطع أن صبر الشعب على نظام الفقر والفساد قد نفد وأن حبل صبر الناس عليه قد إنقطع وأن العد التنازلي لنهايته قد بدأ فلا بقاء لسلطة تجوع شعبها فعجز النظام عن إيجاد حلول لهذه الأزمات ونتيجة التراكمات المتتالية لها أنتج لنا مصائب كبرى لتصبح أزمة عامة وتنعكس آثارها الوخيمة على حياة الناس وأحوالهم وأكثر من ذلك تدهور الأوضاع المعيشية للشعب كافة فهده الأزمات تقترن باشتداد الصراع من أجل المصالح المتعلقة بالسلطة والثروات بين القوى المتنفذة في جميع مفاصل أجهزة الدولة وخصوصا المراكز الحساسة فهذا الصراع متجدد باستمرار من أجل اقتسام وإعادة اقتسام كعكة الوطن بين العصابات الحاكمة وأكثر من ذلك يخرج إلينا كل يوم على شاشات التلفزيون ووسائل الإعلام فضائح مخجلة يخجل منها المواطن الصغير والكبير عن عجز هذه العصابات على معالجة القضايا الملتهبة وذات المساس المباشر بحياة الناس ومعيشتهم كتلك المتعلقة بالرواتب والخدمات الأساسية اليومية منها الكهرباء وتوفير المواد الأساسية إلى جانب الأوضاع الأمنية كل هذا سيؤدي إلى الانفجار ونزول المواطنين إلى الشارع وإعلان الغضب الجماهيري الكبير ولعل من أهم العوامل التي ستؤجج الاستياء الشعبي وتحوله إلى غضب واحتجاج هو تفشي الفساد واستشراؤه في جميع مؤسسات وأجهزة الدولة وترك المفسدين يعملون على هواهم لا بل أصبحوا مثل السرطان وتمتد أذرعهم إلى حلقات أساسية في مراكز القرار تتيح للسياسي نهب المال العام واستنزاف موارد الدولة وتعطيل عملية بناء الوطن.
إن تحسين ظروف المعيشة أساساها الوفاء باحتياجات الشعب على نحو أفضل كالنهوض بالصحة والبيئة للسكان مراعاة حقوق الإنسان ازدياد حجم الاستثمار الأجنبي تحسين الظروف المعيشية والصحية للسكان الإدارة السليمة للموارد الطبيعية وموارد الطاقة الاهتمام بالأرامل والمحتاجين وأكرر هذا ما يعني تحسين ظروف المعيشة فأين الحكومة من كل هذا؟ ماذا فعلت حتى الان؟.