ياو فاقو بيكم فبعد الكارثة والفاجعة التي عرفتها البلاد بسبب سقوط خردة أو كما أطلقوا عليها طائرة والتي أدت إلى وفاة شباب في رعيان شبابهم مما أدى إلى غضب جميع مكونات الشعب الجزائري من هذا الإهمال وطالبوا بفتح تحقيق مع جنرالات ومحاسبة المفسدين وفي لحظة هذا الغليان والغضب خرجت علينا صحافة العار ومعها بعد الغوغاء على وسائل التواصل الاجتماعي لتغير بوصلة الشعب عن المطالبة بالتحقيق مع الجنرالات وتلهينا بموضوع تافه انظروا ماذا قال الإعلام المغربي أنظروا ما ذا فعل المخزن كل هذا لا يهمنا يا صحافة العار ولا يعنينا المهم عندنا من المسؤول عن مقتل أبناءنا من يتحمل المسؤولية نريد حق هؤلاء الشباب يا خونة.
الجنرالات يتبعون أساليب عديدة لإلهاء الشعب من خلال وسائل الإعلام ومنها التركيز على مبارايات الكورة وخلق فجوة بين مشجعى الفرق والتفرقة بينهم كمشجعي الإتحاد والمولودية وأحيانا خلق فجوة ومعارك وهمية بين الشعوب وبعضها كقضية المغرب والجزائر بسبب الحدود والعادات والتقاليد المشتركة أو ابتكار مشكلة أو موقف لإثارة رد فعل معين عند الناس بحيث يندفع المواطنين مطالبا بحل ولو على حساب كرامتهم ولكن فنون إلهاء الشعوب هذه كانت فعالة في وقت سابق أما الآن ومع الانفتاح الإعلامي يصبح الأمر صعبا خصوصا مع تشابه آليات تلك السياسة في كل الحكومات والتي تناوبت على حكم الجزائر وقد لخصها حديثا المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي في عشر استراتيجيات للتحكم بالشعوب وهى كالتالي إستراتيجية الإلهاء بالمجتمعات وتتمثل في تحويل انتباه الرأي العام عن المشاكل المهمة كما يقع الان إلهاءنا بالمغرب عن المجرم الذي تسبب بمقتل 260 مواطن. ثم إستراتيجية ابتكار المشاكل ثم تقديم الحلول. وإستراتيجية التدرج والتطبيق بصفة تدريجية. وإستراتيجية المؤجل وهى طريقة أخرى يتم الالتجاء إليها من أجل إكساب القرارات المكروهة للقبول. وإستراتيجية مخاطبة الشعب كمجموعة أطفال صغار. وإستراتيجية استثارة العاطفة بدل الفكر. وإستراتيجية إبقاء الشعب في حالة جهل وحماقة. وإستراتيجية تشجيع الشعب على استحسان الرداءة. وإستراتيجية تعويض التمرد بالإحساس بالذنب. وإستراتيجية معرفة الأفراد أكثر مما يعرفون أنفسهم.
إن الجنرالات وما فعلوه في السنوات الماضية من تغييب لعقول المواطنين وإبعادهم عن المشاكل الحقيقية مقابل مشاكل وهمية اختلقوها كصراعات طائفية أو نزعات حدودية وخاصة مع المغرب يستحقون عليها محاكمتين: الأولى عسكرية وعقوبتها العزل العسكري من المنصب والثانية محاكمة جنائية ويتم تحديد العقوبة بالحبس المؤبد أو الإعدام حسب مدى الضرر الذي أصاب المجتمع من اختلاق المشاكل والأزمات والتي قد يصل بها الأمر لموت العشرات والمئات نتيجة لتلك الأزمات الوهمية .