أكد الأمين العام لجبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس تشبثه بنظرية الكرسي الملتصق بعدما دعا الرئيس بوتفليقة للترشح لعهدة خامسة لينهي بذلك التكهنات الخيالية بشأن مرشح الافلان وليساند الحزب القديم العهدة الخامسة رغم أن ولد عباس ظل يتوعد كل من يتحدث باسم الافلان عن العهدة الخامسة بالعقاب.
هذا ليس غريب لأننا نجد ببلادنا كل مسؤول (رئيس ..جنرال.. مدير..أمين حزب) قد صنع من نفسه ملكا دكتاتوريا وصنع له دولة وقوانين تحكم بكل شيء إلا التزحزح عن كرسي الذي يكاد ينطق من شدة إلتصاق مسؤول لا يفقه في التسيير الديمقراطي ولا الشورى شيء فالمسؤولون تربعوا على كراسي أبدية حتى أفسدوا المسؤوليات وأضاعوا الأمانات فقد أشرفوا على البلاد فجعلوا منها مقابر للشباب وأشرفوا على خيرات الوطن فجعلوها شركات استيراد و تحويل للأموال العمومية واشرفوا حتى على الجرائد والقنوات فأهانوا الكلمة الحق و أهانوا المهنة النبيلة ويبدو أن هذا المرض قد انتشر فينا كمجتمع كانتشار النار في الهشيم وصعب التخلص منه فهو يسري في عروقنا مجرى الدم فتلك المناصب في الدول المتقدمة يجرى التداول عليها أربع سنوات حتى يتجدد النشاط في تلك الدوائر و الهيئات ولكن تجد عندنا مثلا المسؤول يعمر طويلا لسبعة سنوات بل وحتى عشرة وعشرين سنة فتسود الرقابة على تلك الهيئة ويخنقها الكساد كساد الأفكار والإبتكار ويا ليت أتقن هؤلاء المسؤولين فن الإنصات و التشاور عل ذلك زين تعميرهم الأبدي في مناصبهم ولكن الطامة الكبرى أنهم يحكمون بمنطق أنا الكل في الكل فالكرسي لي و الهيئة ملكي وكلمتي ليس بعدها كلمات المحيطين و لا رأي بعد رأيي. فرغم أن الدراسات وبحوث اثبت بأن معظم مشاكل الظھر أو العمود الفقري تحدث نتیجة الجلوس الطویل في مكان واحد دون حركة ویجعل حركة الدم (الدورة الدمویة) لا تقوم بوظائفھا بشكل سلیم مما ینتج عنه مشاكل أخرى تحدث في القدمین والمفاصل فالمسئولین یخلقون لأنفسھم مشاكل صحیة ھم في غنى عنھا لكن اسلوبھم المتبع في العمل وطریقة تعاملھم مع الأمور الحاصلة بمكاتبھم تجعلھم یمرون بشكل دوري مع ھذه المشاكل وعندھا تحدث الغیابات المتكررة منھم نتیجة خروجھم للبحث عند علاج لمشاكلھم والعلاج كان بإیدیھم فتحدث مشاكل أخرى تتعلق بمصالح وخدمات ناس مواضیعھم مرتبطة بحضور ھؤلاء المسئولین فالكرسي الذي یجلس علیه المسئول یعد ملكا للمؤسسة التي یعمل بھا ذلك المسئول ومثلما أتى لیجلس على ذلك الكرسي فھو أیضا یجب أن یعرف بأنه سیتركه في یوم ما مھما طالت مدة الجلوس شاء أم أبى .