ما قام به والي بومرداس اتجاه المواطنين ما هو إلا صورة مصغرة عن علاقة المسؤول بالمواطن في هذا البلد.في المنطق المسؤول في أي دولة وجد لخدمة المواطن وتسيير أموره ومن يريد أن يكون ملكاً فهذا شأنه ولكن خارج سور الدائرة أو المؤسسة أو غيرها من الأملاك العامة وأقصد بذلك المديريات والمؤسسات والشركات المملوكة لدولة وغير ذلك من القطاعات التي أوجدتها الدولة لتخفيف الأعباء عن المواطن وهذا ليس مجانياً لأن المسؤول يتقاضى راتباً كبيرا و حوافزاً لقاء هذا العمل لذلك لا داعي أن يتكبر على المواطنين لأن التكبر والغرور مرضان يتغلغلان بالنفس ولا يمكن أبداً أن يكون صاحبهما طيب القلب لأن طيبة القلب لا تجتمع مع التعالي على الناس وأن ترى نفسك فوق الجميع لذلك نهانا الدين والأخلاق عن هذه الصفات.
لم نعرف من قبل شيئا عن عظمة المسؤول مثلما نحسها اليوم بسبب احتياجنا له ونحن نقف على أبوابه مكتوفي الأيدي ومعقودي الألسن لا حول لنا ولا قوة فمؤسسات الدولة شبه معطلة وقد شلت قراراتها وإن وجدت فتنفيذها (ككذبة أبريل) لأن الفترات الزمنية الطويلة في قضاء حوائج المواطنين تعكس في نهاية المطاف الجانب السلبي على حياة المواطن المعيشية ليجد المواطن نفسه في دوامة البحث عن الوسائل المتاحة والطرق الميسرة لتخفيف العبء الثقيل عن كاهله متشبثا ومتأملا بمن حوله طارقا جميع أبواب الرجاء ليجد فرصة عمل لأبنائه الخريجين لإمكانية زجهم في الدرجات الوظيفية التي يعلن عنها في السر أحيانا لتختفي كالشبح أو يعلن عنها أيام العطل والأعياد والمناسبات الرسمية فأسماء أبنائه لم تظهر ضمن قوائم التعيين التي ملأها المسؤولون الكبار بأسماء أقاربهم ثم تأخذه أفكاره التفاؤلية إلى طرق عدة لتصل به في نهاية المطاف إلى طرق أبواب المسؤول المعني ليكون معه وجها لوجه إذا ما اقتضى الأمر فربما سيكون باب أمل وطوق نجاة له ولعائلته بعد الله لتخفيف العبء الثقيل عن كاهله وربما سيدرك بعدها انه اختار أصعب الأبواب فتحا وأعسرها دخولا فهي عصية الفتح أمام المواطنين حتى ليصل به الأمر إلى إلغاء جميع أمنياته الماضية لتقتصر على رؤية تجهم وجه المسؤول مسكين هو المواطن البسيط الذي ينظر إلى هذا المسؤول على انه طير السعد الذي سيقف على رأسه وسيزيل همومه وتعبه بجرة قلم كما يقال من يده الكريمة فهو ما زال في ذهول من أمره وهو يرى ذلك الجمع الذي يحيط بالمسؤول والكم الهائل من الناس التي تنتظر تلك الكلمات التي تخرج من فم المسؤول ليسرع احدهم مهرولا إلى تنفيذها بالحرف الواحد فما يحيط هذا المسؤول العظيم من قوات حماية كفيلة بتحرير مناطق أسيرة في الجبال بيد الإرهاب!!.
ليس على المواطن أن يقف صامتا خاشعا أمام مسؤول لم يعرف واجبه تجاه هذا المواطن الكريم فالمسؤول أولا و أخيرا موجود لخدمة المواطن وتنفيذ طلباته وإيجاد الحلول لمشاكله وليس للتكبر عليه وتجاهله يا والي بومرداس.